للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

في الآخرة ﴿فَاذْكُرُوا اِسْمَ اللهِ عَلَيْها﴾ بأن تقولوا عند ذبحها: بسم الله، والله أكبر، اللهم هذا منك وإليك ﴿صَوافَّ﴾ قائمات قد صففن أيديهنّ وأرجلهنّ ﴿فَإِذا وَجَبَتْ جُنُوبُها﴾ سقطت على الأرض، كناية عن موتها ﴿فَكُلُوا مِنْها وَأَطْعِمُوا الْقانِعَ﴾ الراضي بما عنده ﴿وَالْمُعْتَرَّ﴾ المعترض للسؤال، من اعترّه إذا تعرّض إليه ﴿كَذلِكَ﴾ مثل هذا التسخير البديع ﴿سَخَّرْناها لَكُمْ﴾ فتأخذونها منقادة ﴿لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ﴾ إنعامنا عليكم، بالتقرّب لنا والإخلاص.

﴿لَنْ يَنالَ اللهَ لُحُومُها وَلا دِماؤُها وَلكِنْ يَنالُهُ التَّقْوى مِنْكُمْ كَذلِكَ سَخَّرَها لَكُمْ لِتُكَبِّرُوا اللهَ عَلى ما هَداكُمْ وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ﴾ (٣٧)

٣٧ - ﴿لَنْ يَنالَ اللهَ لُحُومُها وَلا دِماؤُها﴾ لن يصيب رضا الله تعالى اللحوم المتصدّق بها ولا الدماء المهراقة منها ﴿وَلكِنْ يَنالُهُ التَّقْوى مِنْكُمْ﴾ يناله ما يصحب ذلك من تقوى قلوبكم التي تدعوكم لتعظيمه والتقرب إليه والإخلاص له ﷿ ﴿كَذلِكَ سَخَّرَها لَكُمْ﴾ مثل هذا التسخير ﴿لِتُكَبِّرُوا اللهَ عَلى ما هَداكُمْ﴾ لتعرفوا عظمته تعالى باقتداره على ما لا يقدر عليه غيره ﴿وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ﴾ المخلصين الذين يبتغون الإحسان في كل أعمالهم.

﴿إِنَّ اللهَ يُدافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ اللهَ لا يُحِبُّ كُلَّ خَوّانٍ كَفُورٍ﴾ (٣٨)

٣٨ - ﴿إِنَّ اللهَ يُدافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا﴾ المشار إليهم آنفا الذين يعظّمون شعائر الله، والكلام مستأنف لتوطين قلوب المؤمنين إن الله تعالى ناصرهم على أعدائهم، ولا يقدرون صدّهم عن الحج ﴿إِنَّ اللهَ لا يُحِبُّ كُلَّ خَوّانٍ﴾ لله ﴿كَفُورٍ﴾ برسالاته.

﴿أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللهَ عَلى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ﴾ (٣٩)

٣٩ - ﴿أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقاتَلُونَ﴾ أذن لهم بالقتال الدفاعي، وهو القتال الوحيد المسموح به في القرآن الكريم، أسوة بالسنة النبوية الشريفة لأن غزوات النبي كانت كلها دفاعية، انظر أيضاآية [البقرة ١٩٠/ ٢]، ﴿بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا﴾ أي إن

<<  <  ج: ص:  >  >>