للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المغطاة بالحمم البركانية المتصلبة ﴿فَأَصْبَحُوا فِي دارِهِمْ جاثِمِينَ﴾ خامدين موتى بلا حراك.

﴿فَتَوَلّى عَنْهُمْ وَقالَ يا قَوْمِ لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسالَةَ رَبِّي وَنَصَحْتُ لَكُمْ وَلكِنْ لا تُحِبُّونَ النّاصِحِينَ﴾ (٧٩)

٧٩ - ﴿فَتَوَلّى عَنْهُمْ وَقالَ يا قَوْمِ لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسالَةَ رَبِّي وَنَصَحْتُ لَكُمْ وَلكِنْ لا تُحِبُّونَ النّاصِحِينَ﴾ وهي العبرة من القصة أن ما على الرسول إلاّ البلاغ والنصيحة، وهم لا يحبون الناصحين وليسوا طلاب حقيقة، بل يغلقون بصائرهم عنها ولو أتتهم.

﴿وَلُوطاً إِذْ قالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفاحِشَةَ ما سَبَقَكُمْ بِها مِنْ أَحَدٍ مِنَ الْعالَمِينَ﴾ (٨٠)

٨٠ - ﴿وَلُوطاً﴾ أي وأرسلنا لوطا - وهذه القصة الرابعة - وقد وردت بمزيد من التفصيل في سورة هود الآيات [هود ٦٩/ ١١ - ٨٣]، ولوط ابن أخي إبراهيم ، ولد مثله في أور كلدان، أنظر شرح [الأنعام ٧٤/ ٦]، ثم استقر لوط بعد هجرته في شرق الأردن وبعث فيها ﴿إِذْ قالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفاحِشَةَ﴾ والفاحشة هي اللواط اشتق العرب لها اسما من لوط، ، لأنه نها قومه عنها، وكانوا يقطنون شرق الأردن على مقربة من البحر الميت، ويسمى أيضا بحيرة لوط، والخطاب مرتبط بالآيات (٢٨ - ٣٣)، ﴿ما سَبَقَكُمْ بِها مِنْ أَحَدٍ مِنَ الْعالَمِينَ﴾ لأنها منافية للفطرة التي فطر الناس عليها.

﴿إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجالَ شَهْوَةً مِنْ دُونِ النِّساءِ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ﴾ (٨١)

٨١ - ﴿إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجالَ شَهْوَةً مِنْ دُونِ النِّساءِ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ﴾ أي تجاوزتم حدود الفطرة وحدود الشريعة، وحتى البهائم لا تقوم بهذا العمل، فالإسراف هنا بمعنى الهبوط تحت البهيمية.

﴿وَما كانَ جَوابَ قَوْمِهِ إِلاّ أَنْ قالُوا أَخْرِجُوهُمْ مِنْ قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُناسٌ يَتَطَهَّرُونَ﴾ (٨٢)

٨٢ - ﴿وَما كانَ جَوابَ قَوْمِهِ إِلاّ أَنْ قالُوا أَخْرِجُوهُمْ مِنْ قَرْيَتِكُمْ﴾ قالوا ذلك تكبرا وتعنتا، أي أخرجوهم من مجتمعكم، لأن القرية بمعنى المجتمع، وقد

<<  <  ج: ص:  >  >>