للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المزعومة، والمنسوب إليهم من خصائص الألوهية أحياء كانوا أم أمواتا، كما يخوفونك بالزعامات وأصحاب النفوذ ﴿وَمَنْ يُضْلِلِ اللهُ﴾ لدرجة أن يغفل عن كفايته تعالى لعبده ﴿فَما لَهُ مِنْ هادٍ﴾ يهديه إلى خير ما.

﴿وَمَنْ يَهْدِ اللهُ فَما لَهُ مِنْ مُضِلٍّ أَلَيْسَ اللهُ بِعَزِيزٍ ذِي اِنْتِقامٍ﴾ (٣٧)

٣٧ - ﴿وَمَنْ يَهْدِ اللهُ فَما لَهُ مِنْ مُضِلٍّ﴾ ليس من مضلّ يستطيع أن يصرفه عن طريق الخير ﴿أَلَيْسَ اللهُ بِعَزِيزٍ﴾ غالب على أمره ﴿ذِي اِنْتِقامٍ﴾ ينتقم من مروّجي الشر، والانتقام بهذا المعنى يفيد تحقيق العدالة.

﴿وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللهُ قُلْ أَفَرَأَيْتُمْ ما تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللهِ إِنْ أَرادَنِيَ اللهُ بِضُرٍّ هَلْ هُنَّ كاشِفاتُ ضُرِّهِ أَوْ أَرادَنِي بِرَحْمَةٍ هَلْ هُنَّ مُمْسِكاتُ رَحْمَتِهِ قُلْ حَسْبِيَ اللهُ عَلَيْهِ يَتَوَكَّلُ الْمُتَوَكِّلُونَ﴾ (٣٨)

٣٨ - ﴿وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللهُ﴾ يقولون ذلك بصورة عفوية؛ لأن فطرة العقل شاهدة بصحة هذا القول ﴿قُلْ أَفَرَأَيْتُمْ ما تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللهِ﴾ من الشركاء المزعومين أو الأشخاص المؤلهين ﴿إِنْ أَرادَنِيَ اللهُ بِضُرٍّ هَلْ هُنَّ كاشِفاتُ ضُرِّهِ﴾ لا يستطيعون كشف الضر إذ لا خالق سواه ﴿أَوْ أَرادَنِي بِرَحْمَةٍ هَلْ هُنَّ مُمْسِكاتُ رَحْمَتِهِ﴾ فيمنعهاسبحانه عني؟ ﴿قُلْ حَسْبِيَ اللهُ﴾ يكفيني في جميع أموري من إصابة الخير ودفع الشر ﴿عَلَيْهِ يَتَوَكَّلُ الْمُتَوَكِّلُونَ﴾ لعلمهم أن كل ما سواه تحت ملكوته.

﴿قُلْ يا قَوْمِ اِعْمَلُوا عَلى مَكانَتِكُمْ إِنِّي عامِلٌ فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ﴾ (٣٩)

٣٩ - ﴿قُلْ يا قَوْمِ﴾ الذين تنكرون الحقيقة ﴿اِعْمَلُوا عَلى مَكانَتِكُمْ﴾ اعملوا كل ما بإمكانكم في الإنكار، فالعواقب تعود عليكم ﴿إِنِّي عامِلٌ﴾ كل ما بإمكاني في سبيل الله ﴿فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ﴾ في المستقبل القريب والبعيد:

﴿مَنْ يَأْتِيهِ عَذابٌ يُخْزِيهِ وَيَحِلُّ عَلَيْهِ عَذابٌ مُقِيمٌ (٤٠)

<<  <  ج: ص:  >  >>