١٨ - ﴿وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ اِفْتَرى عَلَى اللهِ كَذِباً﴾ بالإدعاء أن القرآن مفترى وأنه ليس كلام الله وهم المشار إليهم بالآية (١٣)، ﴿أُولئِكَ﴾ المفترون ﴿يُعْرَضُونَ عَلى رَبِّهِمْ﴾ يوم الحساب ﴿وَيَقُولُ الْأَشْهادُ﴾ وهم الرسل الذين بعثوا إلى أقوامهم، انظر آية [النساء ٤١/ ٤]، وقيل المراد بهم الملائكة والأنبياء والمؤمنون ﴿هؤُلاءِ الَّذِينَ كَذَبُوا عَلى رَبِّهِمْ﴾ وهو قول الأشهاد ﴿أَلا لَعْنَةُ اللهِ عَلَى الظّالِمِينَ﴾ أي بعدا لهم من رحمة الله،
١٩ - ﴿الَّذِينَ يَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللهِ﴾ وهم الظالمون المشار إليهم آنفا، ليس فقط أنهم على ضلال بل يحاولون إضلال غيرهم عن الدين الصحيح ﴿وَيَبْغُونَها عِوَجاً﴾ يبتدعون لها اعوجاجا إذ يصفون دين الله بالانحراف عن الصواب بابتداع الشبهات من عندهم، كما أنهم يبغون اعوجاج الناس عنها ﴿وَهُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ كافِرُونَ﴾ استبعادا لمسؤولياتهم الأخلاقية،
٢٠ - ﴿أُولئِكَ﴾ الذين يفترون الكذب ويصدّون عن سبيل الله ويبغونها عوجا ﴿لَمْ يَكُونُوا مُعْجِزِينَ فِي الْأَرْضِ﴾ لم يكونوا معجزين الله أن يعاقبهم في الحياة الدنيا ﴿وَما كانَ لَهُمْ مِنْ دُونِ اللهِ مِنْ أَوْلِياءَ﴾ يتولّون أمرهم وينصرونهم ويمنعون عنهم العقاب، لكن حكمته تعالى اقتضت إمهالهم إلى يوم الحساب وإعطاءهم فرص التوبة ﴿يُضاعَفُ لَهُمُ الْعَذابُ﴾ لإصرارهم على الضلال والباطل، ولسعيهم إضلال غيرهم وصرف الناس عن الحق ﴿ما كانُوا يَسْتَطِيعُونَ السَّمْعَ وَما كانُوا يُبْصِرُونَ﴾ ليس أنهم فقدوا حاستي السمع والبصر، ولكنهم لما رجح عندهم من حب الدنيا والتمسك بالمادة والزعامة وعدم الفكاك من