وبال أمرها في الدنيا قبل الآخرة: ﴿أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَبَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ فَذاقُوا وَبالَ أَمْرِهِمْ وَلَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ﴾ (٥)
﴿وسبب الكفر أن الرسل كانت تأتيهم من بين ظهرانيهم فاستكبروا اعتقادا منهم أن لا فضل للرسل عليهم لكونهم بشرا: ﴿ذلِكَ بِأَنَّهُ كانَتْ تَأْتِيهِمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّناتِ فَقالُوا أَبَشَرٌ يَهْدُونَنا فَكَفَرُوا وَتَوَلَّوْا﴾ في حين أن الله غني عنهم وعن العالمين: ﴿وَاِسْتَغْنَى اللهُ وَاللهُ غَنِيٌّ حَمِيدٌ﴾ (٦)
فوجب على كل عاقل أن يؤمن بالله والرسول والقرآن: ﴿فَآمِنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ وَالنُّورِ الَّذِي أَنْزَلْنا﴾ ويوقن بالمسؤولية والحساب: ﴿وَاللهُ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ﴾ (٨)
يوم يجمع تعالى الناس فيحاسبهم على ما سبق منهم في دنياهم، فيفوز المؤمنون الذين عملوا صالحا: ﴿يَوْمَ يَجْمَعُكُمْ لِيَوْمِ الْجَمْعِ ذلِكَ يَوْمُ التَّغابُنِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللهِ وَيَعْمَلْ صالِحاً يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئاتِهِ وَيُدْخِلْهُ جَنّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها أَبَداً ذلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ﴾ (٩)
وأنّ الدنيا دار ابتلاء للمؤمن والكافر معا، ولو كان الإيمان يقي صاحبه من البلاء في الدنيا لبطل التكليف والاختبار ولصار الإيمان قسريا، غير أن المؤمن بخلاف الكافر يكون قلبه مطمئنّا على الدوام: ﴿ما أَصابَ مِنْ مُصِيبَةٍ إِلاّ بِإِذْنِ اللهِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللهِ يَهْدِ قَلْبَهُ وَاللهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (١١)﴾