﴿فكيف للإنسان، الآيات (٣٣ - ٣٥)، أن يشكك في عظمة الخلق والقدرة الإلهية: ﴿فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكَ تَتَمارى﴾ (٥٥)
فهذا القرآن ليس سوى استمرار للرسالات الأولى التي سبقته في الإنذار بالقيامة والحساب: ﴿هذا نَذِيرٌ مِنَ النُّذُرِ الْأُولى﴾ (٥٦) وفي الآية عودة ضمنية إلى أول السورة التي تشير لنزول القرآن منجّما.
فالساعة قريبة وهي تقترب أكثر فأكثر: ﴿أَزِفَتِ الْآزِفَةُ﴾ (٥٧)
ولا يكشف ساعة وقوعها إلا الله: ﴿لَيْسَ لَها مِنْ دُونِ اللهِ كاشِفَةٌ﴾ (٥٨) والمعلوم أنّ اقتراب وقوعها لا علاقة له بالمفهوم البشري للزمن.
فكيف يعجبون من آيات القرآن الكريم وإنذاره لهم بوقوع الساعة: ﴿أَفَمِنْ هذَا الْحَدِيثِ تَعْجَبُونَ﴾ (٥٩) وهنا أيضا إشارة ضمنية لإعجاز القرآن وعودة لموضوع أول السورة.
فالآخرة المحتومة والحساب القادم يستحقان البكاء وليس الضحك:
﴿وَتَضْحَكُونَ وَلا تَبْكُونَ﴾ (٦٠)
ومع ذلك فإنّهم لاهون غافلون يضيعون أوقاتهم في أعمال دنيوية ليست في واقعها سوى خيلاء فارغ: ﴿وَأَنْتُمْ سامِدُونَ﴾ (٦١) في إشارة إلى المذكورين بالآيات (٢٨ - ٣٠) و (٣٣ - ٣٧).
في حين من الخير لهم معرفة خالقهم واتباع قرآنهم وتكييف حياتهم وفق ما خلقوا لأجله والسجود والعبادة لخالقهم قولا وفعلا: ﴿فَاسْجُدُوا لِلّهِ وَاُعْبُدُوا (٦٢)﴾