٩٧ - ﴿وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ النُّجُومَ لِتَهْتَدُوا بِها فِي ظُلُماتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ﴾ جعل لكم من علم الفلك وسيلة لمعرفة الاتجاهات في البر، وللملاحة في البحر في ظلمة الليل ﴿قَدْ فَصَّلْنَا الْآياتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ﴾ الإشارة لآيات القرآن الكريم وإلى الآيات الكونية المعجزة، والمعنى أنه لا يقدر الإعجاز فيها إلا أهل العلم.
﴿فَمُسْتَقَرٌّ وَمُسْتَوْدَعٌ﴾ إلى أن يحين الأجل الذي يصل إليه المرء فيستقر فيه، فهو نهاية المطاف في دنياه، والمستودع يكون في حياته الآخرة لا يستطيع التحول عنه بعد موته، ومن ذلك قوله تعالى: ﴿لِكُلِّ نَبَإٍ مُسْتَقَرٌّ﴾ [الأنعام: ٦/ ٦٧] أي وقت حصول لا محالة، وقوله تعالى: ﴿وَما مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلاّ عَلَى اللهِ رِزْقُها وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّها وَمُسْتَوْدَعَها كُلٌّ فِي كِتابٍ مُبِينٍ﴾ [هود: ١١/ ٦]، فالله تعالى يرزقها إلى أن يحين أجلها - مستقرها -، ويعلم ما تصير إليه في آخرتها - مستودعها -، ﴿قَدْ فَصَّلْنَا الْآياتِ لِقَوْمٍ يَفْقَهُونَ﴾ وهو تفصيل الإعجاز في الأنفس، وما تصير إليه، مما لا يدرك معناه ومغزاه إلا المتعمق في الفهم - الفقه -.