للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

﴿لأن عدم الامتثال لأوامر الوحي وترك الدفاع عن حرية الدين سبب لانتشار الفساد والحروب الأهلية وقطع الأرحام: ﴿فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحامَكُمْ﴾ (٢٢).

ومثل الذين أعرضوا عن الوحي كمن أصمّ أذنيه عن سماع الحق وأعمى بصيرة نفسه بنفسه: ﴿أُولئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمى أَبْصارَهُمْ﴾ (٢٣)، انظر آية (البقرة ٧/ ٢).

فما لهم لا يحاولون فهم القرآن بقلوب مفتوحة بدلا من التشنج الفكري المسبق، والتأرجح بين الشك واليقين؟ ﴿أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلى قُلُوبٍ أَقْفالُها﴾ (٢٤)، وفي ذلك إشارة للمنافقين المذكورين بالآية (١٢)،

ومن أهل الكتاب من نكص بعد ما تبيّن لهم صدق القرآن، ومن ضعاف الإيمان الذين ارتدّوا بعد إيمانهم، ومن المنافقين اللاهثين وراء الدنيا: ﴿إِنَّ الَّذِينَ اِرْتَدُّوا عَلى أَدْبارِهِمْ مِنْ بَعْدِ ما تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدَى الشَّيْطانُ سَوَّلَ لَهُمْ وَأَمْلى لَهُمْ﴾ (٢٥)

يريدون أن يحافظوا على مصالحهم لدى الطرفين، المسلمين والكفار: ﴿ذلِكَ بِأَنَّهُمْ قالُوا لِلَّذِينَ كَرِهُوا ما نَزَّلَ اللهُ سَنُطِيعُكُمْ فِي بَعْضِ الْأَمْرِ وَاللهُ يَعْلَمُ إِسْرارَهُمْ﴾ (٢٦)

ولكنهم يذوقون ثمار عملهم عندما تزهق أرواحهم إذ يعاينون هول آخرتهم رأي العين فلا يستطيعوا منها فكاكا ويتوقون للتمسك بالدنيا فلا يستطيعون:

﴿فَكَيْفَ إِذا تَوَفَّتْهُمُ الْمَلائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبارَهُمْ﴾ (٢٧)

وتلك نتيجة طبيعية لإصرارهم على الإنكار في الدنيا رغم قناعتهم وانبهارهم بنور القرآن، فبالتالي تحبط أي أعمال "حسنة" لهم: ﴿ذلِكَ بِأَنَّهُمُ اِتَّبَعُوا ما أَسْخَطَ اللهَ وَكَرِهُوا رِضْوانَهُ فَأَحْبَطَ أَعْمالَهُمْ (٢٨)

<<  <  ج: ص:  >  >>