للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سورة النور ﴿ذلِكَ لِمَنْ خَشِيَ الْعَنَتَ مِنْكُمْ﴾ أي ذلك الترخيص بنكاح الكتابيات هو لمن خشي المشقة والشدّة والوقوع في الإثم في حال تعذّر نكاح المسلمة ﴿وَأَنْ تَصْبِرُوا خَيْرٌ لَكُمْ﴾ المعنى عدم التشجيع على نكاح الكتابيات ﴿وَاللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾ للضرورات التي سبق بيانها، هي من باب المغفرة والرحمة منه تعالى.

﴿يُرِيدُ اللهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ وَيَهْدِيَكُمْ سُنَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَيَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَاللهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ﴾ (٢٦)

٢٦ - ﴿يُرِيدُ اللهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ﴾ أي يريد الله ذلك التحليل والتحريم لأجل أن يبين لكم ما فيه مصلحتكم وسلامة فطرتكم ﴿وَيَهْدِيَكُمْ سُنَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ﴾ لأن الشرع الذي نزل على جميع الأنبياء يتضمن التوازن بين الحاجات الجسدية والروحية للإنسان ولا مجال فيه للتطرف كالرهبنة والزهد عن النساء، ولا للغلو في إشباع الغرائز الجسدية فقط ﴿وَيَتُوبَ عَلَيْكُمْ﴾ فيما سلف منكم في الجاهلية خلاف ذلك ﴿وَاللهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ﴾ علمه محيط بمصالح عباده وأحكامه مطابقة لها.

﴿وَاللهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَواتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلاً عَظِيماً﴾ (٢٧)

٢٧ - ﴿وَاللهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ﴾ يقبل توبتكم إذا تخليتم عن المعاصي ﴿وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَواتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلاً عَظِيماً﴾ يودّ أعداء الدين إفسادكم بأن تميلوا وتنحرفوا عن الفطرة السليمة وتتبعوا الشهوة الحيوانية بلا مبالاة ولا قيود ويكون غرضكم من الحياة التمتع بالشهوات الحيوانية والمادية فقط، انظر آية [آل عمران: ٣/ ١٤٩].

﴿يُرِيدُ اللهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ وَخُلِقَ الْإِنْسانُ ضَعِيفاً﴾ (٢٨)

٢٨ - ﴿يُرِيدُ اللهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ﴾ إذ لم يجعل لكم في الدين من حرج، وشرع لكم من الأحكام بحيث يكون هنالك توافق وانسجام بين متطلبات

<<  <  ج: ص:  >  >>