للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

للمجتمع بكامله وبشكل فيه تأكيد على وحدة الأمة إذ جعل سفك دم الفرد كأنه سفك دم الجميع، وإخراج الفرد من داره يعادل إخراج الجميع ﴿ثُمَّ أَقْرَرْتُمْ﴾ بالميثاق ﴿وَأَنْتُمْ تَشْهَدُونَ﴾ على أنفسكم بلزومه،

وفي المعنى العام للآية أن اليهود أساؤوا التصرف وارتكبوا من الجرائم على مدى تاريخهم ما أدى إلى أن يصيبهم التقتيل والطرد من الديار، انظر آية [المائدة ٥/ ٣٣]، كما حدث لهم عام (٧٠) م وعام (١٣٥) م عندما نكّل الرومان بهم وطردوهم من القدس وفلسطين.

﴿ثُمَّ أَنْتُمْ هؤُلاءِ تَقْتُلُونَ أَنْفُسَكُمْ وَتُخْرِجُونَ فَرِيقاً مِنْكُمْ مِنْ دِيارِهِمْ تَظاهَرُونَ عَلَيْهِمْ بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوانِ وَإِنْ يَأْتُوكُمْ أُسارى تُفادُوهُمْ وَهُوَ مُحَرَّمٌ عَلَيْكُمْ إِخْراجُهُمْ أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَما جَزاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذلِكَ مِنْكُمْ إِلاّ خِزْيٌ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَيَوْمَ الْقِيامَةِ يُرَدُّونَ إِلى أَشَدِّ الْعَذابِ وَمَا اللهُ بِغافِلٍ عَمّا تَعْمَلُونَ﴾ (٨٥)

٨٥ - ﴿ثُمَّ أَنْتُمْ هؤُلاءِ تَقْتُلُونَ أَنْفُسَكُمْ﴾ يقتل بعضكم بعضا ﴿وَتُخْرِجُونَ فَرِيقاً مِنْكُمْ مِنْ دِيارِهِمْ تَظاهَرُونَ عَلَيْهِمْ بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوانِ وَإِنْ يَأْتُوكُمْ أُسارى تُفادُوهُمْ وَهُوَ مُحَرَّمٌ عَلَيْكُمْ إِخْراجُهُمْ﴾ كانوا يفتدون أسراهم، بحجة أنهم ينفذون تعاليم كتابهم، بعد أن كانوا قاتلوهم وأخرجوهم من ديارهم، الأمر المشار اليه بقوله تعالى ﴿أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ﴾ يطبقون معايير دينية مزدوجة، ومن ذلك تنفيذ تعاليم الكتاب بافتداء الأسرى، ويتغاضون عنها عندما يقتل بعضهم بعضا، ويخرج بعضهم بعضا من ديارهم ﴿فَما جَزاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذلِكَ مِنْكُمْ إِلاّ خِزْيٌ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا﴾ الخزي العاجل في الحياة الدنيا، انظر آية [المائدة ٥/ ٣٣]، ﴿وَيَوْمَ الْقِيامَةِ يُرَدُّونَ إِلى أَشَدِّ الْعَذابِ﴾ أشدّ من الخزي الحاصل في الدنيا ﴿وَمَا اللهُ بِغافِلٍ عَمّا تَعْمَلُونَ﴾ فيحصي عليكم أعمالكم ليوم الحساب.

<<  <  ج: ص:  >  >>