للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يثبطها عن الإقدام والقتال، أو ما فيها من شعور الإيمان والتوكل والطمأنينة ممّا يحملها على الشجاعة والإقدام،

﴿وَإِذْ يُرِيكُمُوهُمْ إِذِ اِلْتَقَيْتُمْ فِي أَعْيُنِكُمْ قَلِيلاً وَيُقَلِّلُكُمْ فِي أَعْيُنِهِمْ لِيَقْضِيَ اللهُ أَمْراً كانَ مَفْعُولاً وَإِلَى اللهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ﴾ (٤٤)

٤٤ - ﴿وَإِذْ يُرِيكُمُوهُمْ إِذِ اِلْتَقَيْتُمْ فِي أَعْيُنِكُمْ قَلِيلاً﴾ حيث أنه وقت اللقاء لم يعد هنالك شك في عدد الكفار الحقيقي الذي رآه المسلمون، ولمّا كان المسلمون في أول اللقاء بغاية الخوف والضعف والقلق وأنهم استغاثوا ربّهم حتى غشّاهم النعاس أمنة منه، الآية (١١)، وذهلوا عن الخطر المحدق بهم، فيكون مغزى تقليل عدد الكفار في أعين المسلمين مجازا، أي إن المسلمين بعد ذلك لم يكترثوا لكثرة عدوهم، بعد أن استغاثوا ربهم واطمأنّوا لمدده، وفي الوقت نفسه كان ذلك تصديقا لرؤيا النبي ، الآية السابقة، بأن كيد الكفار وبأسهم سيكون قليلا ﴿وَيُقَلِّلُكُمْ فِي أَعْيُنِهِمْ﴾ من جهة ثانية فقد ازدرى الكفار قوة المسلمين الصغيرة لمّا شاهدوها، رغم أنهم رأوها مثليهم رأي العين [آل عمران ١٣/ ٣]، وخالط نفوسهم الكبرياء والخيلاء والاستعلاء والزهوّ والغرور ﴿لِيَقْضِيَ اللهُ أَمْراً كانَ مَفْعُولاً﴾ بنصر الإسلام ومحق الكفر ﴿وَإِلَى اللهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ﴾ فلا ينفذ شيء في العالم إلا بقضائه وتقدير أسبابه.

﴿يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاُذْكُرُوا اللهَ كَثِيراً لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾ (٤٥)

٤٥ - ﴿يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا لَقِيتُمْ فِئَةً﴾ من أعدائكم الكفار، في القتال ﴿فَاثْبُتُوا﴾ ولا تحدثوا أنفسكم بالفرار، لأن الله تعالى يؤيّد المؤمنين بنصره ﴿وَاُذْكُرُوا اللهَ كَثِيراً﴾ أثناء القتال ﴿لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾ الثبات في القتال، مع الإكثار من ذكر الله تعالى، هما السببان المعنويان للفلاح والفوز في الدنيا والآخرة.

﴿وَأَطِيعُوا اللهَ وَرَسُولَهُ وَلا تَنازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاِصْبِرُوا إِنَّ اللهَ مَعَ الصّابِرِينَ (٤٦)

<<  <  ج: ص:  >  >>