٢٨ - ﴿وَإِمّا تُعْرِضَنَّ عَنْهُمُ﴾ عن ذوي القربى والمساكين وأبناء السبيل، المشار لهم بالآية (٢٦)، أي تمتنع عن عطائهم ﴿اِبْتِغاءَ رَحْمَةٍ مِنْ رَبِّكَ تَرْجُوها﴾ بسبب قلة إمكاناتك المادية، وأنت تأمل تحسّنها قريبا، وقد سمّت الآية الرزق الماديّ رحمة، وفي آيات أخرى قد يكون رزقا معنويّا ﴿فَقُلْ لَهُمْ قَوْلاً مَيْسُوراً﴾ كلاما لطيفا لعلّك تتمكّن من عطائهم فيما بعد،
٢٩ - ﴿وَلا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلى عُنُقِكَ﴾ كناية عن منتهى البخل والشح، فكأنما اليد مربوطة إلى العنق منعا للإنفاق ﴿وَلا تَبْسُطْها كُلَّ الْبَسْطِ﴾ فيبلغ إنفاقك منتهاه بحيث لا يبقى عندك شيء ﴿فَتَقْعُدَ مَلُوماً﴾ من قبل من هم بحاجة إليك من أهلك وأولادك ﴿مَحْسُوراً﴾ عمّا تحتاجه من المال،
٣٠ - ﴿إِنَّ رَبَّكَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ﴾ بلا حدود ﴿لِمَنْ يَشاءُ﴾ من عباده ﴿وَيَقْدِرُ﴾ أو يرزقهم ضمن الحدود الدنيا، وفق المصلحة والحكمة الخافية على معظم البشر، أو وفق سننه تعالى في خلقه ﴿إِنَّهُ كانَ بِعِبادِهِ خَبِيراً﴾ بحاجياتهم ﴿بَصِيراً﴾ بأحوالهم،
٣١ - استمرار الخطاب من الآية المتقدمة: ﴿وَلا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ﴾ الأناث والذكور من صغاركم ﴿خَشْيَةَ إِمْلاقٍ﴾ خشية الفقر، ومن ذلك أنهم كانوا في الجاهلية يئدون البنات أي يقتلونهنّ في صغرهنّ خشية الفقر والعار، وهذا التحريم في العصر الحاضر قد يطال الإجهاض المبني على أسباب اقتصادية بحتة ﴿نَحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيّاكُمْ﴾ الأرزاق بيده تعالى ﴿إِنَّ قَتْلَهُمْ كانَ خِطْأً كَبِيراً﴾ إثما كبيرا لا ينسجم مع احترام إنسانية الولد، ولأن لحياة الإنسان عامة حرمة في