للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أصحاب الجحيم، فلست مسؤولا أيها النبي عن إنكار المنكرين المصرين على الكفر ولا يضرّك تكذيبهم.

﴿وَلَنْ تَرْضى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصارى حَتّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللهِ هُوَ الْهُدى وَلَئِنِ اِتَّبَعْتَ أَهْواءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ ما لَكَ مِنَ اللهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ﴾ (١٢٠)

١٢٠ - ﴿وَلَنْ تَرْضى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصارى حَتّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ﴾ وهو هدفهم النهائي، فهم ليسوا طلاّبا للحقيقة، والخطاب موجّه لكل مسلم في كل عصر، كي لا ينخدع بمظاهرهم، ولا شروطهم التعجيزية، فهي ليست سوى جهود لتفريق المسلمين وإضعافهم، والخطاب عنهم كأمم وجماعات وليس كأفراد، انظر الآية (٦٢)، ﴿قُلْ﴾ لهم أيها النبي أو أيها القاريء أو السامع ﴿إِنَّ هُدَى اللهِ هُوَ الْهُدى﴾ الوحيد والحقيقي، وما عداه زيف وضلال ﴿وَلَئِنِ اِتَّبَعْتَ أَهْواءَهُمْ﴾ لأنّ ما يريدون هو اتباع الهوى ﴿بَعْدَ الَّذِي جاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ﴾ العلم اليقيني في القرآن ﴿ما لَكَ مِنَ اللهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ﴾ لأن اتباع الهوى ليس خروجا عن الدين فقط، بل خسارة للدنيا أيضا.

﴿الَّذِينَ آتَيْناهُمُ الْكِتابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلاوَتِهِ أُولئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ فَأُولئِكَ هُمُ الْخاسِرُونَ﴾ (١٢١)

١٢١ - ﴿الَّذِينَ آتَيْناهُمُ الْكِتابَ﴾ من اليهود والنصارى ﴿يَتْلُونَهُ﴾ ضمير الغائب يعود إلى العلم، المذكور في الآية السابقة وهو القرآن، أي إذا قرؤوا القرآن: ﴿حَقَّ تِلاوَتِهِ﴾ أي قراءة موضوعية بغية الفهم والتدبّر، ولتقويمه من حيث جدارته، لا باتخاذ موقف مسبق، ولا بعقل منغلق سلفا، فعندئذ يؤمنون به.

ويحتمل عود الضمير في قوله ﴿يَتْلُونَهُ﴾ إلى كتابهم أي لو قرؤوا كتابهم - بما فيه من تشويه - بفكر تحليلي ومستقل لانكشف لهم الزيف الذي أضافه الأحبار والرهبان ولآمنوا بالقرآن ﴿أُولئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ﴾ فعندئذ يؤمنون بالعلم الذي

<<  <  ج: ص:  >  >>