للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[محور السورة]

تحشد السورة البراهين الواضحة على صدق الوحي الذي نزل على الرسل مفهوما لمن أراد أن يفهم، ما لا يترك عذرا للمكابرين، وبالتالي العاقبة الوخيمة التي تحيق بهم بما هو ضرورة متلازمة مع سلوكهم في الحياة الدنيا: ﴿اِصْلَوْها فَاصْبِرُوا أَوْ لا تَصْبِرُوا سَواءٌ عَلَيْكُمْ إِنَّما تُجْزَوْنَ ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ﴾ [١٦/ ٥٢]، وأن الطغيان أول ما يطغى على عقل صاحبه: ﴿أَمْ تَأْمُرُهُمْ أَحْلامُهُمْ بِهذا أَمْ هُمْ قَوْمٌ طاغُونَ﴾ [٣٢/ ٥٢]، وأنهم عاجزون كل العجز عن الإتيان بمثل القرآن:

﴿فَلْيَأْتُوا بِحَدِيثٍ مِثْلِهِ إِنْ كانُوا صادِقِينَ﴾ [٣٤/ ٥٢]، بل إنهم قاصرون عن خزائن العلم والغيب والقدرة الإلهية: ﴿أَمْ عِنْدَهُمْ خَزائِنُ رَبِّكَ أَمْ هُمُ الْمُصَيْطِرُونَ﴾ [٣٧/ ٥٢]، وأن الصبر وانتظار حكم الله واجب: ﴿وَاِصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنا وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ حِينَ تَقُومُ﴾ [٤٨/ ٥٢].

[النظم في السورة]

﴿تبدأ السورة بالإشارة لجبل الطور بسيناء حيث نزل الوحي على موسى : ﴿وَالطُّورِ﴾ (١)

وإشارة أيضا إلى كتب الوحي التي نزلت على الأنبياء: ﴿وَكِتابٍ مَسْطُورٍ﴾ (٢)

والوحي واضح ومنشور لمن أراد الفهم: ﴿فِي رَقٍّ مَنْشُورٍ﴾ (٣)

وإشارة إلى بيوت العبادة، وقيل إلى المسجد الحرام خاصة المعمور بزوّاره:

﴿وَالْبَيْتِ الْمَعْمُورِ﴾ (٤)

وإشارة أيضا إلى معجزته خلق السماوات التي تبهر العقول: ﴿وَالسَّقْفِ الْمَرْفُوعِ (٥)

<<  <  ج: ص:  >  >>