٤٧ - ﴿قالَتْ رَبِّ أَنّى يَكُونُ لِي وَلَدٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ﴾ أي كيف يولد هذا الولد مني وأنا لست بذات زوج ولست عازمة على الزواج ولست بغيّا، فأجابها الملك عن الله ﷿ ﴿قالَ كَذلِكِ اللهُ يَخْلُقُ ما يَشاءُ﴾ أي يخلقه من العدم، ولم يقل «يفعل» كما في قصة زكريا بل نصّ على أنه يخلق لإبطال أي شبهة ﴿إِذا قَضى أَمْراً فَإِنَّما يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ﴾ و «القول» لتقريب الفهم إلى أذهان السامعين إذ هو كناية عن مقدرته تعالى المطلقة بلا حدود.
٤٨ - ﴿وَيُعَلِّمُهُ الْكِتابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْراةَ وَالْإِنْجِيلَ﴾ الكتاب هو مجمل الوحي الذي نزل على جميع الأنبياء، والحكمة هي العلم الصحيح الباعث على العمل النافع، والتوراة كتاب موسى، والإنجيل ما أوحي إلى عيسى خاصة.
٤٩ - ﴿وَرَسُولاً إِلى بَنِي إِسْرائِيلَ﴾ تتمة الخطاب إلى مريم، أي ويجعله رسولا إلى بني إسرائيل خاصة فيقول لهم ﴿أَنِّي قَدْ جِئْتُكُمْ بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ﴾ الآية المعجزة أو العلامة وهي: ﴿أَنِّي أَخْلُقُ لَكُمْ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنْفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْراً بِإِذْنِ اللهِ﴾ لأنّ الخلق والروح من الله، وتأكيد عيسى عليه إزالة