للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المادة والسلطة والأهواء والنزوات، وغابت عنهم القيم الروحانية والأخلاقية، ما أدّى إلى خرابهم.

﴿فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ الْقَيِّمِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لا مَرَدَّ لَهُ مِنَ اللهِ يَوْمَئِذٍ يَصَّدَّعُونَ﴾ (٤٣)

٤٣ - ما دام الأمر على ما ذكرته الآيات (٣٩ - ٤٢) فلا بد من الاعتصام بالإسلام، انظر أيضاالآية (٣٠):

﴿فَأَقِمْ وَجْهَكَ﴾ أيها الإنسان ﴿لِلدِّينِ الْقَيِّمِ﴾ دين الاستسلام لله، والإذعان لقيمه الصحيحة ﴿مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لا مَرَدَّ لَهُ مِنَ اللهِ﴾ إمّا بحلول الأجل الدنيوي للمرء، أو بمجيء القيامة ﴿يَوْمَئِذٍ يَصَّدَّعُونَ﴾ يتصدّعون، والمعنى يتفرّق الناس بحسب ما كانوا عليه من العقائد والأعمال المختلفة، ويكون حسابهم جزاء وفاقا نتيجة طبيعية واستمرارية لما كانوا عليه في الدنيا.

﴿مَنْ كَفَرَ فَعَلَيْهِ كُفْرُهُ وَمَنْ عَمِلَ صالِحاً فَلِأَنْفُسِهِمْ يَمْهَدُونَ﴾ (٤٤)

٤٤ - بعد أن حثّت الآية المتقدمة الإنسان على اتّباع الدين القيّم، تبيّن هذه الآية عاقبة من يكفر وعاقبة من يستجيب:

﴿مَنْ كَفَرَ فَعَلَيْهِ كُفْرُهُ﴾ يعود وبال كفره عليه ﴿وَمَنْ عَمِلَ صالِحاً فَلِأَنْفُسِهِمْ يَمْهَدُونَ﴾ وحدهم يستفيدون من عملهم الصالح بانعكاسه عليهم إيجابا في آخرتهم، فكأنهم يمهّدون آخرتهم بعملهم الصالح.

﴿لِيَجْزِيَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصّالِحاتِ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْكافِرِينَ﴾ (٤٥)

٤٥ - ﴿لِيَجْزِيَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصّالِحاتِ مِنْ فَضْلِهِ﴾ تفضّلا منه ﴿إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْكافِرِينَ﴾ منكري الحقيقة، ينالهم العقاب نتيجة إصرارهم على الإنكار.

﴿وَمِنْ آياتِهِ أَنْ يُرْسِلَ الرِّياحَ مُبَشِّراتٍ وَلِيُذِيقَكُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ وَلِتَجْرِيَ الْفُلْكُ بِأَمْرِهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (٤٦)

<<  <  ج: ص:  >  >>