٣٠ - ﴿يا حَسْرَةً عَلَى الْعِبادِ﴾ الحسرة الغمّ على ما فات والندم عليه، فكأنّ المتحسّر انحسرت عنه قواه من فرط ذلك، كما في قوله تعالى: ﴿وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ﴾ [مريم ٣٩/ ١٩]، أي يوم القيامة، عندما يغتمّ الكفار على ما فاتهم في الدنيا ﴿ما يَأْتِيهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلاّ كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ﴾ أكثر الناس يختارون صمّ آذانهم عن دعوة الرسل فيخسرون أنفسهم.
٣١ - ﴿أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنا قَبْلَهُمْ مِنَ الْقُرُونِ﴾ من الأمم، إما بالصيحة كما حدث للأمم البائدة الآية (٢٩)، أو بالتدهور والانحطاط التدريجي ثم السقوط كما حدث للأمبراطوريات والحضارات القديمة والحديثة نتيجة الانكباب على المادة وتجاهل القيم والأخلاق ﴿أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لا يَرْجِعُونَ﴾ هذه الأمم ليس لديها من فرصة ثانية تعود إليها بعد أن حان أجلها.
٣٣ - بعد أن أجملت الآيات (١٣ - ٣٢) قصة المجتمع الذي جاءه المرسلون الثلاثة، والعبر منها، تنتقل الآيات (٣٣ - ٤٦) إلى بيان الإعجاز في بعض الآيات الآفاقية:
٣٣ - ﴿وَآيَةٌ لَهُمُ﴾ دلالة عظيمة ﴿الْأَرْضُ الْمَيْتَةُ﴾ معجزة إحيائها بعد أن كانت ميتة قاحلة ﴿أَحْيَيْناها﴾ بالمطر ﴿وَأَخْرَجْنا مِنْها حَبًّا فَمِنْهُ يَأْكُلُونَ﴾ من جنس الحبوب كالقمح والشعير والأرز.