١١ - الآيات (١١ - ٢٦) تشير إلى حادثة الإفك والعبر المستخلصة منها، وهي معروفة في كتب السيرة، وخلاصتها: إنه بعد غزوة بني المصطلق في العام ٥ هجرية، فكّ المسلمون مخيمهم، واتجهوا نحو المدينة، فتخلفت عائشة لقضاء حاجة دون أن يشعر بها أحد، وبعد ساعات التقى بها أحد الصحابة فلحق بها إلى الركب مما سبب نشر بعض الشائعات الكاذبة المغرضة المشار إليها بالإفك، والقصد من القصة كما في باقي قصص القرآن الكريم أخذ العبر، وليس مجرد الرواية التأريخية:
﴿إِنَّ الَّذِينَ جاؤُ بِالْإِفْكِ﴾ وهو أبلغ ما يكون من الكذب والافتراء والبهتان ﴿عُصْبَةٌ مِنْكُمْ﴾ العديد منكم ﴿لا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ﴾ أيها المؤمنون لما نلتم على الصبر عليه من الثواب العظيم، ولما أصابكم بسببه من الغم والهم قبل انجلاء حقيقته، ولما ظهر به من العبر ﴿لِكُلِّ اِمْرِئٍ مِنْهُمْ﴾ من الذين جاؤوا بالإفك ﴿مَا اِكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ﴾ أي جزاء ما اكتسب من الإثم ﴿وَالَّذِي تَوَلّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذابٌ عَظِيمٌ﴾ في الدنيا بظهور كذبه وخزيه، وفي الآخرة، وقيل هو عبد الله بن أبيّ بن سلول كبير المنافقين، وقد يكون أيّا من كبار المنافقين غيره، الذين أخذوا على عاتقهم تضخيم الأمور بأسلوب غير قانوني وغير أخلاقي اعتمادا على ظروف مشبوهة غير مؤكدة لجعل الحديث في الفضيحة المزعومة مستساغا.
١٢ - ﴿لَوْلا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ﴾ الإفك ﴿ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِناتُ بِأَنْفُسِهِمْ﴾ بجماعة المسلمين ﴿خَيْراً وَقالُوا هذا إِفْكٌ مُبِينٌ﴾ لا يحتاج إلى الشك في كذبه.