٢٣ - بعد أن بيّنت السورة أن الناس فريقان، فريق يستجيب للفطرة السليمة فيؤمن، وفريق ينكرها فيستكبر ويكفر، تعود السورة لموضوع الآيات (٢ - ٣):
﴿وَلَقَدْ آتَيْنا مُوسَى الْكِتابَ﴾ جنس الكتاب، وهو الوحي، وتحديدا هو التوراة التي نزلت على موسى ﴿فَلا تَكُنْ﴾ أيها النبي، أو أيها المؤمن، أو أيها السامع ﴿فِي مِرْيَةٍ مِنْ لِقائِهِ﴾ لا تكن في شك من لقاء جنس الوحي الذي نزل على موسى، فقد نزل أيضا على النبي ﷺ، والوحي القرآني استمرار لما سبقه من نزول التوراة ﴿وَجَعَلْناهُ﴾ أي الكتاب، وهو التوراة ﴿هُدىً لِبَنِي إِسْرائِيلَ﴾ هاديا لهم من الضلال.
٢٤ - ﴿وَجَعَلْنا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنا﴾ الإشارة إلى أنبياء بني إسرائيل وهم كثر ﴿لَمّا صَبَرُوا﴾ في إشارة إلى أن الكثير من رجال الدين عندهم لم يصبروا، بل شوّهوا التوراة، وحذفوا منها، وكتبوا من عندهم الكثير ونسبوه إلى الوحي، انظر [البقرة ٤٢/ ٢]، ﴿وَكانُوا بِآياتِنا يُوقِنُونَ﴾ المؤمنون منهم.