بالقارعة وهي اسم للقيامة لأنها تقرع الناس، والمعنى أنهم رفضوا التصديق بالقيامة اعتقادا منهم أن لا مسؤولية ولا حساب إذ يتصرفون في دنياهم كما يشاؤون.
﴿حتى جاءهم العذاب في الدنيا قبل الآخرة: ﴿فَأَمّا ثَمُودُ فَأُهْلِكُوا بِالطّاغِيَةِ﴾ (٥) والطاغية الزلزلة، أنظر آية [الأعراف ٧٨/ ٧].
وهلكت عاد بعواصف رملية شديدة استمرت سبع ليال وثمانية أيام بلا انقطاع فلم تبق منهم أحدا: ﴿وَأَمّا عادٌ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عاتِيَةٍ * سَخَّرَها عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيالٍ وَثَمانِيَةَ أَيّامٍ حُسُوماً فَتَرَى الْقَوْمَ فِيها صَرْعى كَأَنَّهُمْ أَعْجازُ نَخْلٍ خاوِيَةٍ * فَهَلْ تَرى لَهُمْ مِنْ باقِيَةٍ﴾ (٦ - ٨)
وقد أنكر فرعون ومن قبله من الأمم رسالات الرسل، وكذا قوم لوط الذين ائتفكت أي انقلبت بلادهم عاليها سافلها: ﴿وَجاءَ فِرْعَوْنُ وَمَنْ قَبْلَهُ وَالْمُؤْتَفِكاتُ بِالْخاطِئَةِ﴾ (٩)
فعقاب معصية الرسل قد يأتي في الدنيا: ﴿فَعَصَوْا رَسُولَ رَبِّهِمْ فَأَخَذَهُمْ أَخْذَةً رابِيَةً﴾ (١٠)
وينجّي الله تعالى المؤمنين كما نجّا العباد الذين استجابوا لدعوة نوح: ﴿إِنّا لَمّا طَغَى الْماءُ حَمَلْناكُمْ فِي الْجارِيَةِ﴾ (١١)، والجارية السفينة، كما في قوله تعالى: ﴿وَلَهُ الْجَوارِ الْمُنْشَآتُ فِي الْبَحْرِ كَالْأَعْلامِ﴾ [الرحمن ٢٤/ ٥٤٥]،
لكي يكون في كل ذلك عبرة لمن يعي مجريات الأمور: ﴿لِنَجْعَلَها لَكُمْ تَذْكِرَةً وَتَعِيَها أُذُنٌ واعِيَةٌ (١٢)﴾
وقصص ثمود وعاد وقوم لوط وقوم نوح مذكورة بتفصيل في آيات [الأعراف ٥٩/ ٧ - ١٠٢]، وكذلك قصة موسى وفرعون في آيات [الأعراف ١٠٣/ ٧ - ١٣٦].