٢٤ - ﴿وَإِذا قِيلَ لَهُمْ ماذا أَنْزَلَ رَبُّكُمْ﴾ بمعنى لا تغفلوا عن الوحي الإلهي الذي نزل على الرسل ﴿قالُوا﴾ من موقع الاستكبار والسخرية ﴿أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ﴾ يزعمون أنه أساطير وليس وحيا إلهيا، وهذا من مظاهر استكبارهم أن تعمى بصائرهم فيمتنعون عن تحكيم الفكر والعقل بقيمة الوحي، ويعجزون عن تقويمه من حيث جدارته،
٢٥ - ﴿لِيَحْمِلُوا أَوْزارَهُمْ﴾ أي آثامهم، لأن الوزر هو الحمل، فكأنهم يحملون أثقال آثامهم على ظهورهم ﴿كامِلَةً يَوْمَ الْقِيامَةِ﴾ فتلك العاقبة الطبيعية لهم، لأن ما قدّموه من عمل في دنياهم مرتبط بعاقبتهم في الآخرة كارتباط السبب بالمسبّب، ولذا قالوا إن اللام في قوله ﴿لِيَحْمِلُوا﴾ هي لام العاقبة ﴿وَمِنْ أَوْزارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ﴾ يحملون أيضا من أوزار الذين يضلّونهم ﴿بِغَيْرِ عِلْمٍ﴾ بغير علم ولا فهم من العوام والجاهلين الذين ضلّوا بسببهم ﴿أَلا ساءَ ما يَزِرُونَ﴾ أي ما أسوأ هذا النوع من الحمل الذي يحملون من دنياهم لآخرتهم،
٢٦ - ﴿قَدْ مَكَرَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ﴾ مثل مكرهم السيئ، فضلّوا، بزعمهم أن الوحي مجرّد أساطير وأنكروا الآخرة والحساب، الآيات (٤ و ٢٢ و ٢٤)، وهذه ظاهرة تتكرر على مر العصور، لأنّ الإنسان مكرّم بالعقل من جهة وبحرية الخيار من جهة ثانية، فإذا هو خصيم مبين ﴿فَأَتَى اللهُ بُنْيانَهُمْ مِنَ الْقَواعِدِ فَخَرَّ عَلَيْهِمُ السَّقْفُ مِنْ فَوْقِهِمْ﴾ في الآية من المجاز الواضح والتمثيل ما فيها، فهي