للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

﴿مُسْتَضْعَفُونَ فِي الْأَرْضِ﴾ يستضعفهم مشركو قريش في أرض مكة ﴿تَخافُونَ أَنْ يَتَخَطَّفَكُمُ النّاسُ﴾ شبّه المشركين بالطيور الجارحة تتخطّف فرائسها منهم ﴿فَآواكُمْ﴾ في المدينة ﴿وَأَيَّدَكُمْ بِنَصْرِهِ﴾ كما في بدر ﴿وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّباتِ﴾ من رزق المدينة، وغنائم بدر ﴿لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ﴾ شكرا غير مقتصر على القول، بل يتعداه إلى العمل.

﴿يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَخُونُوا اللهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَماناتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ﴾ (٢٧)

٢٧ - بعد تذكيره تعالى لهم بنعمه عليهم حذّرهم من الخيانة: ﴿يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَخُونُوا اللهَ وَالرَّسُولَ﴾ بإبداء الإيمان والنصيحة والإخلاص للمؤمنين، وفي الوقت ذاته إبطان الكفر والغش لهم، وإفشاء أسرارهم واستغلالهم لمآرب شخصية ﴿وَتَخُونُوا أَماناتِكُمْ﴾ مع إخوانكم المسلمين ﴿وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ﴾ قبح ذلك، وسوء عاقبته.

﴿وَاِعْلَمُوا أَنَّما أَمْوالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ وَأَنَّ اللهَ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ﴾ (٢٨)

٢٨ - بعد أن نهاهم تعالى عن خيانة الدين وخيانة الأمانات، بيّن لهم أن الخيانة تكون بسبب فتنة المال والولد: ﴿وَاِعْلَمُوا أَنَّما أَمْوالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ﴾ فاحذروا أن تؤدي بكم فتنة الأموال والأولاد، إلى خيانة الله والرسول، والمقصود أن تهالك الناس على المادة، ومحاولة ضمان مستقبل الأولاد، كثيرا ما يؤدي بالبعض إلى الخيانة وتجاوز الحدود، وأكل أموال الناس بالباطل، وإنفاق المال في غير ما يرضاه الشرع ﴿وَأَنَّ اللهَ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ﴾ عند الله أجر أعظم بكثير مما تأملونه في المال والولد.

﴿يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقاناً وَيُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ﴾ (٢٩)

٢٩ - ﴿يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللهَ﴾ باتقاء فتنة المال والولد، وباتقاء كل ما يجب بمقتضى الدين والشرع ﴿يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقاناً﴾ كما حصل يوم بدر، إذ جعله لكم نصرا يفرق بين أهل الحق وأهل الباطل، وقيل يجعله هداية ونورا

<<  <  ج: ص:  >  >>