وهو لضعف إيمانه يجزع لما يصيبه من الفقر والمرض: ﴿إِذا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعاً﴾ (٢٠)
ولشدة أنانيته يمتنع عن الإنفاق في وجوه الخير إذا جمع المال، فيصبح معتدّا بصحته وحوله وقوّته الجسمية: ﴿وَإِذا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعاً﴾ (٢١) ونظيره قوله تعالى على لسان امرأة العزيز: ﴿إِنَّ النَّفْسَ لَأَمّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلاّ ما رَحِمَ رَبِّي﴾ [يوسف ٥٣/ ١٢]،
وعلاج هذا الضعف في النفس البشرية لا يتحقق إلاّ بأن يكون المرء على صلة دائمة بالله تعالى، ولا يتم ذلك إلا بدوام الصلاة والدعاء: ﴿إِلاَّ الْمُصَلِّينَ * الَّذِينَ هُمْ عَلى صَلاتِهِمْ دائِمُونَ﴾ (٢٢ - ٢٣)
وأن يقرن القول بالعمل بأن يكره الإنسان نفسه على التضحية من ماله بأداء الزكاة والصدقات: ﴿وَالَّذِينَ فِي أَمْوالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ * لِلسّائِلِ وَالْمَحْرُومِ﴾ (٢٤ - ٢٥)
وأن يوقن بالبعث والحساب والجزاء: ﴿وَالَّذِينَ يُصَدِّقُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ﴾ (٢٦) وفي ذلك عودة إلى موضوع الآيات (١ - ٣)،
وأمثال هؤلاء لا يغترّون بتقواهم رغم صلاحهم واستقامتهم: ﴿وَالَّذِينَ هُمْ مِنْ عَذابِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ (٢٧)﴾