للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

﴿وانشغل بمادية الدنيا، وحبس ماله عن الإنفاق في وجوه الخير: ﴿وَجَمَعَ فَأَوْعى﴾ (١٨)

فالإنسان خلق هلوعا ضجورا يستعجل الأمور: ﴿إِنَّ الْإِنْسانَ خُلِقَ هَلُوعاً﴾ (١٩)، ونظير ذلك قوله تعالى: ﴿خُلِقَ الْإِنْسانُ مِنْ عَجَلٍ سَأُرِيكُمْ آياتِي فَلا تَسْتَعْجِلُونِ﴾ [الأنبياء ٣٨/ ٢١]، وقوله تعالى: ﴿وَخُلِقَ الْإِنْسانُ ضَعِيفاً﴾ [النساء ٢٨/ ٤]،

وهو لضعف إيمانه يجزع لما يصيبه من الفقر والمرض: ﴿إِذا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعاً﴾ (٢٠)

ولشدة أنانيته يمتنع عن الإنفاق في وجوه الخير إذا جمع المال، فيصبح معتدّا بصحته وحوله وقوّته الجسمية: ﴿وَإِذا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعاً﴾ (٢١) ونظيره قوله تعالى على لسان امرأة العزيز: ﴿إِنَّ النَّفْسَ لَأَمّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلاّ ما رَحِمَ رَبِّي﴾ [يوسف ٥٣/ ١٢]،

وعلاج هذا الضعف في النفس البشرية لا يتحقق إلاّ بأن يكون المرء على صلة دائمة بالله تعالى، ولا يتم ذلك إلا بدوام الصلاة والدعاء: ﴿إِلاَّ الْمُصَلِّينَ * الَّذِينَ هُمْ عَلى صَلاتِهِمْ دائِمُونَ﴾ (٢٢ - ٢٣)

وأن يقرن القول بالعمل بأن يكره الإنسان نفسه على التضحية من ماله بأداء الزكاة والصدقات: ﴿وَالَّذِينَ فِي أَمْوالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ * لِلسّائِلِ وَالْمَحْرُومِ﴾ (٢٤ - ٢٥)

وأن يوقن بالبعث والحساب والجزاء: ﴿وَالَّذِينَ يُصَدِّقُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ﴾ (٢٦) وفي ذلك عودة إلى موضوع الآيات (١ - ٣)،

وأمثال هؤلاء لا يغترّون بتقواهم رغم صلاحهم واستقامتهم: ﴿وَالَّذِينَ هُمْ مِنْ عَذابِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ (٢٧)

<<  <  ج: ص:  >  >>