٤٤ - ﴿قِيلَ لَهَا﴾ سليمان قال لها ﴿اُدْخُلِي الصَّرْحَ﴾ القصر، أو البركة في هذا الموضع ﴿فَلَمّا رَأَتْهُ﴾ للصرح، أي البركة ﴿حَسِبَتْهُ لُجَّةً﴾ ظنته ماء كثيرا ﴿وَكَشَفَتْ عَنْ ساقَيْها﴾ لئلاّ تبتل أذيالها كما هي عادة من يريد الخوض في الماء ﴿قالَ﴾ سليمان ﴿إِنَّهُ صَرْحٌ مُمَرَّدٌ﴾ أملس ﴿مِنْ قَوارِيرَ﴾ زجاج، وليس ماء، تعبيرا عن الفرق بين الحقيقة والظاهر، أو بين عالم الروح ومادة الدنيا ﴿قالَتْ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي﴾ بما كنت عليه من الكفر ﴿وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمانَ لِلّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ﴾ دخلت الإسلام، وبذلك انتهت رحلة بلقيس الروحانية باهتدائها إلى الإسلام.
٤٦ - ﴿قالَ يا قَوْمِ﴾ لمن كفر منهم ﴿لِمَ تَسْتَعْجِلُونَ بِالسَّيِّئَةِ﴾ بالعقوبة التي تسوءكم ﴿قَبْلَ الْحَسَنَةِ﴾ التوبة تؤخرونها ﴿لَوْلا تَسْتَغْفِرُونَ اللهَ﴾ من شرككم وجهلكم ﴿لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ﴾ بقبول توبتكم.