للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٥٧ - ﴿أُولئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ﴾ من الملائكة والشفعاء ﴿يَبْتَغُونَ إِلى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ﴾ يبتغون طريق التقرّب إلى الله ﴿أَيُّهُمْ أَقْرَبُ﴾ حتى كبار الملائكة والأنبياء منهم ﴿وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ﴾ تعالى ﴿وَيَخافُونَ عَذابَهُ إِنَّ عَذابَ رَبِّكَ كانَ مَحْذُوراً﴾ ممّا يحذره العاقل ويحترس منه،

﴿وَإِنْ مِنْ قَرْيَةٍ إِلاّ نَحْنُ مُهْلِكُوها قَبْلَ يَوْمِ الْقِيامَةِ أَوْ مُعَذِّبُوها عَذاباً شَدِيداً كانَ ذلِكَ فِي الْكِتابِ مَسْطُوراً﴾ (٥٨)

٥٨ - ﴿وَإِنْ مِنْ قَرْيَةٍ﴾ مجتمع من المجتمعات ﴿إِلاّ نَحْنُ مُهْلِكُوها قَبْلَ يَوْمِ الْقِيامَةِ﴾ لأن كل شيء على هذه الأرض فان وذو طبيعة مؤقتة، والخلود في الآخرة فقط ﴿أَوْ مُعَذِّبُوها عَذاباً شَدِيداً﴾ بالجوع والخوف ونقص من الأموال والثمرات، كما في آية [البقرة ١٥٥/ ٢]، وبما تكسب أيدي المستكبرين والمترفين ويتّبعهم عليها المستضعفون، لأن سنته تعالى في خلقه جرت على ربط النتائج بالمقدمات، والمسببات بالأسباب ﴿كانَ ذلِكَ فِي الْكِتابِ مَسْطُوراً﴾ فيما قدّره الله في علمه القديم الشامل، في كتاب التكوين الذي أخضع الحياة لقوانين وضوابط،

﴿وَما مَنَعَنا أَنْ نُرْسِلَ بِالْآياتِ إِلاّ أَنْ كَذَّبَ بِهَا الْأَوَّلُونَ وَآتَيْنا ثَمُودَ النّاقَةَ مُبْصِرَةً فَظَلَمُوا بِها وَما نُرْسِلُ بِالْآياتِ إِلاّ تَخْوِيفاً﴾ (٥٩)

٥٩ - ﴿وَما مَنَعَنا أَنْ نُرْسِلَ بِالْآياتِ﴾ المعجزات المادية التي تؤيد الأنبياء ﴿إِلاّ أَنْ كَذَّبَ بِهَا الْأَوَّلُونَ﴾ من الأقوام البدائية التي لم تصل إلى مرحلة من النضوج الفكري، كما هي الحال في المعجزات المادية الكثيرة التي لم تفد بني إسرائيل، كتظليل الغمام لهم في سيناء، ونزول المن والسلوى عليهم، ومع ذلك عاندوا موسى وكذّبوه، وقالوا أرنا الله جهرة، ثم ارتكسوا بعده إلى الوثنية ﴿وَآتَيْنا ثَمُودَ النّاقَةَ مُبْصِرَةً﴾ ذات دلالة واضحة عند من يبصر المغزى منها

<<  <  ج: ص:  >  >>