للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[سورة الحجر - ١٥ - مكية]

مقدّمة

نزلت سورة الحجر في أثناء السنة الأخيرة من إقامة النبي في مكة قبل هجرته إلى المدينة، واشتق اسمها من الإشارة إلى أصحاب الحجر بالآية (٨٠)، وليس معنى ذلك أن أصحاب الحجر موضوعها الرئيسي بل فقط هي السورة التي يذكر فيها أصحاب الحجر.

[ارتباط السورة بما قبلها]

اختتمت سورة إبراهيم المتقدمة بقوله تعالى: ﴿هذا بَلاغٌ لِلنّاسِ وَلِيُنْذَرُوا بِهِ وَلِيَعْلَمُوا أَنَّما هُوَ إِلهٌ واحِدٌ وَلِيَذَّكَّرَ أُولُوا الْأَلْبابِ﴾ (٥٢/ ١٤)، وتفتتح سورة الحجر بقوله تعالى مبينا ماهية البلاغ: ﴿الر تِلْكَ آياتُ الْكِتابِ وَقُرْآنٍ مُبِينٍ﴾ (١/ ١٥)،

وفي سورة إبراهيم أن الله تعالى يمهل ولا يهمل: ﴿وَلا تَحْسَبَنَّ اللهَ غافِلاً عَمّا يَعْمَلُ الظّالِمُونَ إِنَّما يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصارُ﴾ (٤٢/ ١٤)، ثم في سورة الحجر أن لكل أمة أجل: ﴿ما تَسْبِقُ مِنْ أُمَّةٍ أَجَلَها وَما يَسْتَأْخِرُونَ﴾ (٥/ ١٥)،

وفي سورة إبراهيم أن الشيطان لم يكن له من سلطان على الناس: ﴿وَما كانَ لِي عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطانٍ إِلاّ أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي﴾ (٢٢/ ١٤)، وفي سورة الحجر قوله تعالى مخاطبا إبليس: ﴿إِنَّ عِبادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطانٌ إِلاّ مَنِ اِتَّبَعَكَ مِنَ الْغاوِينَ﴾ (٤٢/ ١٥)،

<<  <  ج: ص:  >  >>