للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الأمور التي من جملتها الفتح والإمساك ﴿الْحَكِيمُ﴾ يفعل كل مل يفعل بحسب الحكمة والمصلحة.

﴿يا أَيُّهَا النّاسُ اُذْكُرُوا نِعْمَتَ اللهِ عَلَيْكُمْ هَلْ مِنْ خالِقٍ غَيْرُ اللهِ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّماءِ وَالْأَرْضِ لا إِلهَ إِلاّ هُوَ فَأَنّى تُؤْفَكُونَ﴾ (٣)

٣ - ﴿يا أَيُّهَا النّاسُ اُذْكُرُوا نِعْمَتَ اللهِ عَلَيْكُمْ﴾ راعوها واحفظوها، بمعرفة حقّها والاعتراف بها ﴿هَلْ مِنْ خالِقٍ غَيْرُ اللهِ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّماءِ وَالْأَرْضِ﴾ فمن نعمه نعمة الإيجاد، ونعمة الإبقاء، ونعمة المطر، ونعمة إنبات النبات ﴿لا إِلهَ إِلاّ هُوَ فَأَنّى تُؤْفَكُونَ﴾ بعد أن بيّنت الآية أنّه تعالى متفرّد بالألوهية وبالخلق وبرزق العباد، فكيف يصرفون عن التوحيد إلى الشرك؟

﴿وَإِنْ يُكَذِّبُوكَ فَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ وَإِلَى اللهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ﴾ (٤)

٤ - ﴿وَإِنْ يُكَذِّبُوكَ﴾ أيها النبي، مع كل ما سبق من البيان والإعجاز ﴿فَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ﴾ من طبيعة المجتمعات الإنسانية أن درجت على تكذيب الرسل منذ القدم ﴿وَإِلَى اللهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ﴾ من سنّة الله في خلقه أن ترك للناس حرية الخيار، وإليه ترجع الأمور في بعث الرسل وهدي الأمم.

﴿يا أَيُّهَا النّاسُ إِنَّ وَعْدَ اللهِ حَقٌّ فَلا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَياةُ الدُّنْيا وَلا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللهِ الْغَرُورُ﴾ (٥)

٥ - ﴿يا أَيُّهَا النّاسُ إِنَّ وَعْدَ اللهِ حَقٌّ﴾ في البعث والحساب ﴿فَلا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَياةُ الدُّنْيا﴾ بمادّتها وبمباهجها وزخرفها ﴿وَلا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللهِ الْغَرُورُ﴾ أي المبالغ في الغرور، وهو كل ما يغرّ الإنسان من مال وجاه وشهوة وسلطان وشيطان، وهو من قبيل الضلالات التي تزيّن للمرء عمله السيّئ، فيبدو في نظره حسنا، وتمنّيه بالجنة والمغفرة رغم المعاصي، فهو من قبيل التمنّي الخادع، انظر [لقمان ٣٣/ ٣١].

<<  <  ج: ص:  >  >>