٤ - ﴿وَإِنْ يُكَذِّبُوكَ﴾ أيها النبي، مع كل ما سبق من البيان والإعجاز ﴿فَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ﴾ من طبيعة المجتمعات الإنسانية أن درجت على تكذيب الرسل منذ القدم ﴿وَإِلَى اللهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ﴾ من سنّة الله في خلقه أن ترك للناس حرية الخيار، وإليه ترجع الأمور في بعث الرسل وهدي الأمم.
٥ - ﴿يا أَيُّهَا النّاسُ إِنَّ وَعْدَ اللهِ حَقٌّ﴾ في البعث والحساب ﴿فَلا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَياةُ الدُّنْيا﴾ بمادّتها وبمباهجها وزخرفها ﴿وَلا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللهِ الْغَرُورُ﴾ أي المبالغ في الغرور، وهو كل ما يغرّ الإنسان من مال وجاه وشهوة وسلطان وشيطان، وهو من قبيل الضلالات التي تزيّن للمرء عمله السيّئ، فيبدو في نظره حسنا، وتمنّيه بالجنة والمغفرة رغم المعاصي، فهو من قبيل التمنّي الخادع، انظر [لقمان ٣٣/ ٣١].