للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

﴿وَتَخْلُقُونَ إِفْكاً﴾ كذبا سافرا ﴿إِنَّ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ﴾ من الأوثان، ومن الكواكب والنجوم، انظرآيات [الأنعام ٧٦/ ٦]، ﴿لا يَمْلِكُونَ لَكُمْ رِزْقاً﴾ ماديا، ولا روحانيّا، ﴿فَابْتَغُوا عِنْدَ اللهِ الرِّزْقَ﴾ المادي، والهداية الروحانية ﴿وَاُعْبُدُوهُ﴾ وحده ﴿وَاُشْكُرُوا لَهُ﴾ بالقول والعمل ﴿إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ﴾ وتحاسبون من ثواب وعقاب.

﴿وَإِنْ تُكَذِّبُوا فَقَدْ كَذَّبَ أُمَمٌ مِنْ قَبْلِكُمْ وَما عَلَى الرَّسُولِ إِلاَّ الْبَلاغُ الْمُبِينُ﴾ (١٨)

١٨ - ﴿وَإِنْ تُكَذِّبُوا فَقَدْ كَذَّبَ أُمَمٌ مِنْ قَبْلِكُمْ﴾ فلاقوا نتيجة تكذيبهم، جزاء وفاقا ﴿وَما عَلَى الرَّسُولِ إِلاَّ الْبَلاغُ الْمُبِينُ﴾ وليس عليه القسر والإكراه، لأن الإيمان لا يكون إلاّ بالخيار والقناعة.

﴿أَوَلَمْ يَرَوْا كَيْفَ يُبْدِئُ اللهُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ إِنَّ ذلِكَ عَلَى اللهِ يَسِيرٌ﴾ (١٩)

١٩ - الآيات (١٩ - ٢٣) المضمّنة في قصة إبراهيم تحشد البراهين على صدق الرسالة وعلى وجود خالق مهيمن:

﴿أَوَلَمْ يَرَوْا كَيْفَ يُبْدِئُ اللهُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ﴾ في كل مظاهر الخلق من حولهم، كالنباتات تموت في الخريف وتحيا في الربيع، وكالحيوانات خلقهاتعالى من نطفة، ولم تكن شيئا مذكورا، وهذا القدر من العلم كاف في حصول العلم بإمكان الإعادة ﴿إِنَّ ذلِكَ عَلَى اللهِ يَسِيرٌ﴾ كما في قوله تعالى: ﴿أَفَعَيِينا بِالْخَلْقِ الْأَوَّلِ بَلْ هُمْ فِي لَبْسٍ مِنْ خَلْقٍ جَدِيدٍ﴾ [ق ١٥/ ٥٠].

﴿قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ثُمَّ اللهُ يُنْشِئُ النَّشْأَةَ الْآخِرَةَ إِنَّ اللهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾ (٢٠)

٢٠ - ﴿قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ﴾ واستكشفوا أسرارها بالدراسة وبالبحث العلمي ﴿فَانْظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ﴾ من سلالة من طين، انظر [المؤمنون ١٢/ ٢٣]، وانظروا الإعجاز، ليس في خلق الأجسام فقط، التي يحار الأطباء في

<<  <  ج: ص:  >  >>