للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هل تعيد لكم شيئا منها؟ والضمير في (به) راجع إلى أحد المذكورات، أي لا أحد غيره تعالى يستطيع أن يأتيكم حتى بواحد منها ﴿اُنْظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الْآياتِ﴾ كيف ننوّع الحجج والبيّنات ونكررها على وجوه عديدة ﴿ثُمَّ هُمْ يَصْدِفُونَ﴾ يعرضون عنها، ويتجنّبون التأمل فيها.

﴿قُلْ أَرَأَيْتَكُمْ إِنْ أَتاكُمْ عَذابُ اللهِ بَغْتَةً أَوْ جَهْرَةً هَلْ يُهْلَكُ إِلاَّ الْقَوْمُ الظّالِمُونَ﴾ (٤٧)

٤٧ - ﴿قُلْ أَرَأَيْتَكُمْ إِنْ أَتاكُمْ عَذابُ اللهِ بَغْتَةً﴾ فجأة ﴿أَوْ جَهْرَةً﴾ شيئا فشيئا بحيث يكون واضحا لكم غير خفيّ ﴿هَلْ يُهْلَكُ إِلاَّ الْقَوْمُ الظّالِمُونَ﴾ من أمثالكم وأمثال الأمم التي قطع دابرها من قبل، ثم تكون العاقبة للمتقين، لقوله تعالى: ﴿وَالْعاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ﴾ [الأعراف: ٧/ ١٢٨]، [القصص: ٢٨/ ٨٣]، وحتى لو عانى بعض المتّقين من العذاب الجسدي فإنهم في حقيقتهم وعاقبتهم ينعمون بالصفاء والنعيم الروحاني.

﴿وَما نُرْسِلُ الْمُرْسَلِينَ إِلاّ مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ فَمَنْ آمَنَ وَأَصْلَحَ فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ﴾ (٤٨)

٤٨ - ﴿وَما نُرْسِلُ الْمُرْسَلِينَ إِلاّ مُبَشِّرِينَ﴾ بالنجاة ﴿وَمُنْذِرِينَ﴾ من عصاهم بمصير الأمم التي قطع دابرها قبلهم، أي إن مهمة الرسل مقتصرة على البلاغ، وليس عليهم الإكراه ﴿فَمَنْ آمَنَ وَأَصْلَحَ﴾ كان إيمانه مقترنا بالعمل الصالح ﴿فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ﴾ لا خوف عليهم من العذاب الذي أنذر به الرسل، ولا يحزنون لأنهم ينالون البشرى التي جاء بها الرسل.

﴿وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا يَمَسُّهُمُ الْعَذابُ بِما كانُوا يَفْسُقُونَ﴾ (٤٩)

٤٩ - ﴿وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا يَمَسُّهُمُ الْعَذابُ بِما كانُوا يَفْسُقُونَ﴾ بما أي نتيجة طبيعية ولازمة ومرتبطة بالتكذيب والفسوق كارتباط السبب بالمسبب، والإشارة إلى نموذج الأمم المشار إليها بالآيات (٤٢ - ٤٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>