للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

﴿يا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِمَنْ فِي أَيْدِيكُمْ مِنَ الْأَسْرى إِنْ يَعْلَمِ اللهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْراً يُؤْتِكُمْ خَيْراً مِمّا أُخِذَ مِنْكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾ (٧٠)

٧٠ - ﴿يا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِمَنْ فِي أَيْدِيكُمْ مِنَ الْأَسْرى﴾ أي أسرى بدر، ولا يمنع انطباق ذلك على جميع الأسارى الذين يأخذهم المسلمون في حروبهم مع المشركين عامة، لما قالوا من أن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب ﴿إِنْ يَعْلَمِ اللهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْراً﴾ إن يجد الله في قلوبكم ميلا إلى التصديق بحقيقة الرسالة ﴿يُؤْتِكُمْ خَيْراً مِمّا أُخِذَ مِنْكُمْ﴾ فيوفقكم إلى الهداية والإيمان، ويكون ذلك خيرا ممّا أخذ منكم من الفداء، ومن كل ما خسرتموه في حروبكم ضدّ المسلمين ﴿وَيَغْفِرْ لَكُمْ﴾ ما سبق من ذنوبكم ويصلح آخرتكم ﴿وَاللهُ غَفُورٌ﴾ لمن تاب من كفره ومن ذنوبه ﴿رَحِيمٌ﴾ بالمؤمنين.

﴿وَإِنْ يُرِيدُوا خِيانَتَكَ فَقَدْ خانُوا اللهَ مِنْ قَبْلُ فَأَمْكَنَ مِنْهُمْ وَاللهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ﴾ (٧١)

٧١ - ﴿وَإِنْ يُرِيدُوا خِيانَتَكَ﴾ بإظهار دخول الإسلام وإبطان الكفر، أو بنقض ما عاهدوك عليه من إعطاء الفدية، أو نقض عهدهم ألاّ يعودوا لمحاربتك ولا إلى دعم المشركين ﴿فَقَدْ خانُوا اللهَ مِنْ قَبْلُ﴾ باتخاذ الأنداد والشركاء له، وبما أقدموا عليه من مشاقّة النبي وإنكار بعثته، ثم محاربة النبي يوم بدر ﴿فَأَمْكَنَ مِنْهُمْ﴾ الله تعالى أمكن النبيّ منهم، كما حدث في بدر ﴿وَاللهُ عَلِيمٌ﴾ عليم بنياتهم وبواطنهم، وما سيكون من أمرهم ﴿حَكِيمٌ﴾ في نصر المؤمنين ضد عدوهم، وفي جزاء الكفار على أعمالهم، والمغزى أنه على النبي ، وعلى المسلمين بالتالي، أن يقبلوا الظاهر من خصومهم إذا ادعوا الإسلام، أو ادعوا الكف عن مناهضة الإسلام، ولا يبنوا أحكامهم على الشك، حتى لو ظهرت الخيانة منهم بعد ذلك فإنّ الله تعالى يمكن المؤمنين منهم.

<<  <  ج: ص:  >  >>