للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

﴿الْأَيْمَنِ وَقَرَّبْناهُ نَجِيًّا * وَوَهَبْنا لَهُ مِنْ رَحْمَتِنا أَخاهُ هارُونَ نَبِيًّا﴾ (٥١/ ١٩ - ٥٣)، ثمّ في سورة طه تفصيل بعثتي موسى وهارون بالآيات (٩/ ٢٠ - ٩٨).

وفي سورة مريم قوله تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصّالِحاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمنُ وُدًّا﴾ (٩٦/ ١٩)، ومن تفصيله قوله تعالى في سورة طه مخاطبا موسى: ﴿وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِنِّي﴾ (٣٩/ ٢٠)، فيكون العبد الصالح محبوبا من الله ومن الناس.

وفي سورة مريم إن الكفار يعدّون ازدهارهم ومتاعهم الدنيوي مقياسا وحيدا لنجاحهم، دون النظر لأي مقاييس أخلاقية: ﴿وَإِذا تُتْلى عَلَيْهِمْ آياتُنا بَيِّناتٍ قالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا أَيُّ الْفَرِيقَيْنِ خَيْرٌ مَقاماً وَأَحْسَنُ نَدِيًّا﴾ (٧٣/ ١٩)، وفي سورة طه تحذير من الاغترار بما ينعمون به من الدنيا: ﴿وَلا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلى ما مَتَّعْنا بِهِ أَزْواجاً مِنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَياةِ الدُّنْيا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقى﴾ (١٣١/ ٢٠).

[محور السورة]

القرآن الكريم نزل على البشرية فرقانا لتعميق شعورها بالحق والباطل وليس تضييقا لها: ﴿طه * ما أَنْزَلْنا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقى * إِلاّ تَذْكِرَةً لِمَنْ يَخْشى﴾ (١ - ٣)، والخطاب في قوله تعالى: ﴿طه﴾ بمعنى أيها الإنسان.

والمقصود من العبادة تكييف النفس الإنسانية لما خلقت لأجله، ولكي يعرف الإنسان خالقه ويكيّف وجوده الدنيوي بحسب إرادته تعالى المبيّنة فيما نزل على الأنبياء والرسل من الوحي، وهو ما تؤكده السورة بقوله تعالى مخاطبا موسى:

﴿إِنَّنِي أَنَا اللهُ لا إِلهَ إِلاّ أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلاةَ لِذِكْرِي﴾ (١٤)، ولأن العبادة لا يستفيد منها سوى المخلوق مما ينمّي مداركه الفكرية، انظرآيات الذاريات (٥٦/ ٥١ - ٥٧)، وأن مغزى الخلق لا يتضح ولا يكتمل إلا على خلفية الدار الآخرة: ﴿إِنَّ السّاعَةَ آتِيَةٌ أَكادُ أُخْفِيها لِتُجْزى كُلُّ نَفْسٍ بِما تَسْعى﴾ (١٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>