٣٩ - ﴿وَقاتِلُوهُمْ حَتّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ﴾ وهو مبرّر الإذن بالقتال، أي لمنع الاضطهاد الديني إذا عادوا إلى العدوان كما ذكر في الآية السابقة، وحتى لا يفتنوا الناس عن دينهم ﴿وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلّهِ﴾ يكون الناس أحرارا في الدين لا يعذبون بسبب عقيدتهم، ومن ذلك قوله تعالى ﴿لا إِكْراهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ﴾ [البقرة ٢٥٦/ ٢]، وقوله تعالى ﴿وَلَوْ شاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النّاسَ أُمَّةً واحِدَةً وَلا يَزالُونَ مُخْتَلِفِينَ﴾ [هود ١١٨/ ١١]،
﴿فَإِنِ اِنْتَهَوْا﴾ عن محاولة فتنة الناس عن دينهم، وتركوا للناس حرية العبادة ﴿فَإِنَّ اللهَ بِما يَعْمَلُونَ بَصِيرٌ﴾ وحسابهم على الله.
٤٠ - ﴿وَإِنْ تَوَلَّوْا﴾ ولم ينتهوا عن الاضطهاد الديني، وعن محاولة فتنة الناس عن دينهم ﴿فَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ مَوْلاكُمْ﴾ هو ناصركم ومتولّ أموركم، فقاتلوهم ولا تبالوا بهم ولا تخافوهم ﴿نِعْمَ الْمَوْلى وَنِعْمَ النَّصِيرُ﴾ لا يضيع من تولاّه، ولا يغلب من نصره.
٤١ - هذه الآية تفصل وتفسر ما سبق ذكره بالإجمال في الآية (١)﴾، وهي في آن واحد استمرار الخطاب من الآيات السابقة: ﴿وَقاتِلُوهُمْ حَتّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ﴾ فإذا غنمتم من شيء بنتيجة القتال، فاعلموا أن توزيعه كما يلي:
﴿وَاِعْلَمُوا﴾ أيها المؤمنون ﴿أَنَّما غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ﴾ أنّ كل ما غنمتم من الكفار المحاربين ﴿فَأَنَّ لِلّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبى وَالْيَتامى وَالْمَساكِينِ وَاِبْنِ السَّبِيلِ﴾ القاعدة أن خمس الغنائم توضع بتصرف الإمام أي القيادة، والباقي يوزع على المحاربين لكونهم من المتطوعين، وليس لهم رواتب أو مخصصات ثابتة، وقد عبّر عن الخمس أنه لله وللرسول أي يصرف للمصالح