نزلت في السنة الأخيرة من الفترة المكية وذلك ظاهر من الإشارة للإسراء في الآية الأولى منها، وقيل بعض آياتها مدنية، وتسمى أيضا سورة بني إسرائيل،
[الإسراء والمعراج]
الإسراء والمعراج مرحلتان من خبرة داخلية روحية غيبية واحدة للنبي ﷺ ممّا لم يحصل لغيره البتّة، وقد كانت رؤيا عيان، لا رؤيا منام، انظر قوله تعالى في الآية (٦٠)، إذ رافق جبريل ﵇ النبيّ ﷺ ليلة إسرائه من المسجد الحرام في مكة، إلى المسجد الأقصى في بيت المقدس، حيث صلىّ النبيّ إماما بالأنبياء الذين خلوا من قبله، ما يفيد أن الإسلام الذي بعث به محمد كان تتويجا للرسالات السماوية التي سبقته، فنسخ الإسلام منها ما نسخ، وبلغ منها حد الكمال، وبذلك ختمت الديانات، واكتمل التطور الديني للبشرية قاطبة بمبعث خاتم الأنبياء والرسل ﷺ،
واختلفوا في كون إسرائه ﷺ بالروح فقط، أم بالروح والجسد معا، فأغلبية الصحابة على أنه كان بالروح والجسد معا، والقلة، ومنهم أم المؤمنين عائشة، وأم المؤمنين أم هانيء، ومعاوية، والتابعي الحسن البصري، على إن الإسراء كان بالروح فقط، ولعل القائلين إن الإسراء تم بالجسد والروح اعتبروا أن البديل لذلك أن يكون ما رآه النبي ﷺ قد يكون مناما، ما يقلل كثيرا من أهميته، ولم