المصرّون على الجحود والإنكار فلا سبيل لتذكرهم إلاّ يوم وقوع الساعة عندما لا تفيدهم الذكرى شيئا: ﴿يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسانُ وَأَنّى لَهُ الذِّكْرى﴾ [٢٣/ ٨٩]، ويومئذ لا ينفع الندم صاحبه أنه لم يقدم خيرا لآخرته: ﴿يَقُولُ يا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَياتِي﴾ [٢٤/ ٨٩]، بخلاف النفس المطمئنة التي طرحت الشكوك في حياتها الدنيا وأيقنت بالكتاب وعملت به، فيقال لها: ﴿فَادْخُلِي فِي عِبادِي * وَاُدْخُلِي جَنَّتِي﴾ [٣٠/ ٨٩].
[النظم في السورة]
﷽
﴿انبلاج فجر الهداية الروحية على البشرية ببعثة النبي ﷺ وبدء نزول القرآن الكريم في العشر الأواخر من رمضان: ﴿وَالْفَجْرِ * وَلَيالٍ عَشْرٍ﴾ (١ - ٢)
فنزل القرآن برسالة التوحيد ونبذ الشرك: ﴿وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ﴾ (٣)، فالشفع ليس فقط دلالة على تعددية الخلق من ذكر وأنثى وأزواج شتّى بل دلالة أيضا على شرك المشركين أن جعلوا لله شركاء، أما الوتر فهو دلالة الوحدانية،
وهكذا انسلخ ليل الباطل عن نور الحق: ﴿وَاللَّيْلِ إِذا يَسْرِ﴾ (٤)
ما هو كاف بذاته لإقناع كل عاقل غير مكابر: ﴿هَلْ فِي ذلِكَ قَسَمٌ لِذِي حِجْرٍ﴾ (٥)
أما المعاندون المكابرون فقد مضت سنّة الله في سوء عاقبتهم، كقوم عاد الذين سكنوا الأحقاف في جزيرة العرب: ﴿أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعادٍ * إِرَمَ ذاتِ الْعِمادِ * الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُها فِي الْبِلادِ﴾ (٦ - ٨)
وثمود الذين لا تزال حضارتهم ماثلة في صخور الجبال بوداي القرى شمال المدينة: ﴿وَثَمُودَ الَّذِينَ جابُوا الصَّخْرَ بِالْوادِ (٩)﴾