حتى تفقد الأرض حقيقتها الظاهرية، إن كان لها من حقيقة، ويتبيّن أنها كانت تحجب الحقيقة الغيبية: ﴿وَأَلْقَتْ ما فِيها وَتَخَلَّتْ﴾ (٤)
وتطيع الأرض خالقها كما هي حقيقة بطاعته: ﴿وَأَذِنَتْ لِرَبِّها وَحُقَّتْ﴾ (٥)
بعد أن كان الإنسان لا ينفك في دنياه عن الكدح والمشقة والتعب، بفترات أطول بكثير من فترات السعادة التي قد ينعم بها، وأن حاله هذه من الدنيا تستمر حتى يبعث فيلاقي ربّه: ﴿يا أَيُّهَا الْإِنْسانُ إِنَّكَ كادِحٌ إِلى رَبِّكَ كَدْحاً فَمُلاقِيهِ﴾ (٦)
ويحين وقت الحساب ويفوز من عمل لآخرته: ﴿فَأَمّا مَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ بِيَمِينِهِ﴾ (٧) كناية عن حسن عاقبته، - وقد خاطب تعالى العرب بما تعارفت عليه من التفاؤل إذ تقول ميمون وأيمن -
فيتجاوز الله تعالى عن سيئاته: ﴿فَسَوْفَ يُحاسَبُ حِساباً يَسِيراً (٨)﴾