للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

﴿هو المتصرّف بملكوته، خالق الحياة والموت، لا حدود لقدرته: ﴿لَهُ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ يُحْيِي وَيُمِيتُ وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾ (٢)

كان منذ الأزل قبل كل شيء، وباق بعد كل شيء، مستمرّ الوجود في الماضي والحاضر والمستقبل، خالق الزمن الذي خارج إدراك البشر، ظاهر لعباده بالدلائل، وباطن غير مدرك بالحواس، محيط بكل شيء: ﴿هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظّاهِرُ وَالْباطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ﴾ (٣)

خلق الكون في ستة مراحل زمنية وهو مهيمن عليه، عالم بدقائقه: ﴿هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيّامٍ ثُمَّ اِسْتَوى عَلَى الْعَرْشِ يَعْلَمُ ما يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَما يَخْرُجُ مِنْها وَما يَنْزِلُ مِنَ السَّماءِ وَما يَعْرُجُ فِيها وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ ما كُنْتُمْ وَاللهُ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ﴾ (٤)

لا شريك له في الملك، ترجع إليه أمور الخلائق: ﴿لَهُ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَإِلَى اللهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ﴾ (٥)

ومن آياته أن الليل يدخل على النهار شيئا فشيئا فيظلمه، وفي الوقت نفسه وعلى الطرف الآخر من الكرة الأرضية يدخل النهار في الليل شيئا فشيئا فيضيئه، فمن كانت هذه قدرته لا يخفى عليه شيء: ﴿يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهارِ وَيُولِجُ النَّهارَ فِي اللَّيْلِ وَهُوَ عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ﴾ (٦) وهذه الآية من دلائل كروية الأرض.

كل ذلك ممّا يوجب الإيمان وقرن الإيمان بالفعل: ﴿آمِنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ وَأَنْفِقُوا مِمّا جَعَلَكُمْ مُسْتَخْلَفِينَ فِيهِ فَالَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَأَنْفَقُوا لَهُمْ أَجْرٌ كَبِيرٌ﴾ (٧) فالإنسان مستخلف في مال الله، والإنفاق يصدّق الإيمان.

وقد أوجد تعالى في الإنسان ملكة العقل والمنطق فلم يترك له عذرا بالجهالة:

﴿وَما لَكُمْ لا تُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ لِتُؤْمِنُوا بِرَبِّكُمْ وَقَدْ أَخَذَ﴾

<<  <  ج: ص:  >  >>