للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والأزلام، وأنها تصدّ عن ذكر الله وعن الصلاة، فيكون المعنى: ألا تنتهون عنها بعد أن عرفتم لها كل هذه المفاسد؟

﴿وَأَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَاِحْذَرُوا فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّما عَلى رَسُولِنَا الْبَلاغُ الْمُبِينُ﴾ (٩٢)

٩٢ - ﴿وَأَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ﴾ أطيعوا الله تعالى فيما نهاكم عنه من الخمر والميسر والأنصاب والأزلام، وأطيعوا الرسول فيما بيّنه لكم عن ذلك ﴿وَاِحْذَرُوا﴾ مخالفة ما نهيتم عنه لما فيها من سوء العاقبة لكم في الدنيا والآخرة ﴿فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ﴾ إن عصيتم ﴿فَاعْلَمُوا أَنَّما عَلى رَسُولِنَا الْبَلاغُ الْمُبِينُ﴾ الحجّة قد صارت بيّنة عليكم، والرسول أدّى واجبه من البلاغ، ولن يكون هنالك إكراه، وإنّما يتحمل كل إنسان عاقبة خياره بعد أن صار على بيّنة من الأمر.

﴿لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصّالِحاتِ جُناحٌ فِيما طَعِمُوا إِذا مَا اِتَّقَوْا وَآمَنُوا وَعَمِلُوا الصّالِحاتِ ثُمَّ اِتَّقَوْا وَآمَنُوا ثُمَّ اِتَّقَوْا وَأَحْسَنُوا وَاللهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ﴾ (٩٣)

٩٣ - ﴿لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصّالِحاتِ جُناحٌ فِيما طَعِمُوا﴾ أي من المحرّمات عند الضرورة، كما في الآية (٣)، ﴿إِذا مَا اِتَّقَوْا وَآمَنُوا وَعَمِلُوا الصّالِحاتِ﴾ لأن العبرة بالتقوى والإيمان والعمل الصالح والإحسان، وليست العبرة مجرّد الامتناع الشكلي عن المحرّمات من طعام وشراب فقط ﴿ثُمَّ اِتَّقَوْا وَآمَنُوا ثُمَّ اِتَّقَوْا وَأَحْسَنُوا﴾ المقصود مداومتهم على التقوى والإيمان والإحسان ﴿وَاللهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ﴾،

﴿يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَيَبْلُوَنَّكُمُ اللهُ بِشَيْءٍ مِنَ الصَّيْدِ تَنالُهُ أَيْدِيكُمْ وَرِماحُكُمْ لِيَعْلَمَ اللهُ مَنْ يَخافُهُ بِالْغَيْبِ فَمَنِ اِعْتَدى بَعْدَ ذلِكَ فَلَهُ عَذابٌ أَلِيمٌ﴾ (٩٤)

٩٤ - هذه الآية استمرار لبيان المحرّمات، وهي أيضا عودة بالخطاب إلى تحريم الصيد خلال الإحرام (الآية ١)، والإعادة هنا لبيان الجزاء:

<<  <  ج: ص:  >  >>