٤٧ - ﴿قالَ رَبِّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَسْئَلَكَ ما لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ﴾ أي أعتصم بك أن أسألك بعد الآن ما ليس لي به علم صحيح أنه جائز ولائق ﴿وَإِلاّ تَغْفِرْ لِي﴾ ما فرط مني في ذلك ﴿وَتَرْحَمْنِي﴾ بقبول توبتي ﴿أَكُنْ مِنَ الْخاسِرِينَ﴾ أعمالا.
٤٨ - ﴿قِيلَ يا نُوحُ اِهْبِطْ بِسَلامٍ مِنّا﴾ منه تعالى، وهو السلام الروحاني من كل كرب، والسلام المادي من كل مكروه ﴿وَبَرَكاتٍ عَلَيْكَ﴾ وهي الخيرات النامية ﴿وَعَلى أُمَمٍ﴾ تنشأ ﴿مِمَّنْ مَعَكَ﴾ تتشعب وتتناسل منهم ﴿وَأُمَمٌ سَنُمَتِّعُهُمْ﴾ في الحياة الدنيا ﴿ثُمَّ يَمَسُّهُمْ مِنّا عَذابٌ أَلِيمٌ﴾ في الدنيا أو في الآخرة،
﴿تِلْكَ مِنْ أَنْباءِ الْغَيْبِ نُوحِيها إِلَيْكَ ما كُنْتَ تَعْلَمُها أَنْتَ وَلا قَوْمُكَ مِنْ قَبْلِ هذا فَاصْبِرْ إِنَّ الْعاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ﴾ (٤٩)
٤٩ - ﴿تِلْكَ مِنْ أَنْباءِ الْغَيْبِ نُوحِيها إِلَيْكَ﴾ وهي قصة نوح تعلمها عن طريق الوحي، وفيه إشارة لقوله تعالى ﴿أَمْ يَقُولُونَ اِفْتَراهُ﴾ الآية (٣٥)﴾، وقد ذكر الرازي أنه وإن كانت قصة نوح معروفة بين العرب بوجه الإجمال قبل نزول الوحي القرآني فمن المؤكد أن التفاصيل لم تكن معلومة: ﴿ما كُنْتَ تَعْلَمُها أَنْتَ وَلا قَوْمُكَ مِنْ قَبْلِ هذا﴾ الوحي ﴿فَاصْبِرْ﴾ أيها النبي على مشاق تبليغ الرسالة وعلى أذى قومك كما صبر نوح من قبل ﴿إِنَّ الْعاقِبَةَ﴾ بالظفر في الدنيا والفوز في الآخرة ﴿لِلْمُتَّقِينَ﴾ الذين يتقون سوء العاقبة باتقاء ما يفسد العقائد والأخلاق، ويتبعون سننه تعالى المطردة في الخلق المؤدية إلى ارتقاء الأمم والأفراد والمشار إليها في الكتاب والسنة الشريفة،