للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[النظم في السورة]

﴿تبدأ السورة بتأكيد حتمية وقوع الساعة لضرورة تحقق العدالة: ﴿إِذا وَقَعَتِ الْواقِعَةُ * لَيْسَ لِوَقْعَتِها كاذِبَةٌ﴾ (١ - ٢)

وباعتبار الدنيا مزرعة الآخرة فتكون الساعة خافضة للمجرمين إلى الدرك الأسفل، ورافعة للمؤمنين إلى المنازل العليا: ﴿خافِضَةٌ رافِعَةٌ﴾ (٣)

يوم تهتز الأرض وتزول الجبال، ويختفي العالم المادي أمام الخلق الجديد:

﴿إِذا رُجَّتِ الْأَرْضُ رَجًّا * وَبُسَّتِ الْجِبالُ بَسًّا * فَكانَتْ هَباءً مُنْبَثًّا﴾ (٤ - ٦)، ونظيره قوله تعالى: ﴿وَيَسْئَلُونَكَ عَنِ الْجِبالِ فَقُلْ يَنْسِفُها رَبِّي نَسْفاً * فَيَذَرُها قاعاً صَفْصَفاً * لا تَرى فِيها عِوَجاً وَلا أَمْتاً﴾ [طه ١٠٥/ ٢٠ - ١٠٧].

وتصف السورة حساب ثلاثة أصناف من الناس: ﴿وَكُنْتُمْ أَزْواجاً ثَلاثَةً﴾ (٧)

كما تصف مآل كل من هذه الأصناف في الآخرة: ﴿فَأَصْحابُ الْمَيْمَنَةِ ما أَصْحابُ الْمَيْمَنَةِ﴾ (٨) وهم المتّقون أهل الجنّة، وسمّوا أصحاب الميمنة لكون اليمين عند العرب ترمز إلى الخير، والعرب تقول: ميمون وأيمن، تفاؤلا.

وفي مقابلته وضعوا المشأمة من الشؤم: ﴿وَأَصْحابُ الْمَشْئَمَةِ ما أَصْحابُ الْمَشْئَمَةِ﴾ (٩) وهم المجرمون أهل النار.

أما الصنف الثالث فهم السابقون: ﴿وَالسّابِقُونَ السّابِقُونَ * أُولئِكَ الْمُقَرَّبُونَ * فِي جَنّاتِ النَّعِيمِ﴾ (١٠ - ١٢) أي السابقون بالخيرات في الدنيا، كما هم السابقون إلى النعيم والمنازل العليا في الآخرة، مقرّبون بين يدي الله جلّ شأنه.

وإن السابقين في الخيرات في تناقض عن الزمن الأول: ﴿ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ *﴾

<<  <  ج: ص:  >  >>