للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

﴿مُسْتَقِرًّا عِنْدَهُ﴾ العرش ﴿قالَ هذا مِنْ فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ﴾ نعمه عليّ ﴿أَمْ أَكْفُرُ﴾ بجحودها، والبلاء هو الفتنة والاختبار، والمغزى؛ هل أنسب هذه النعم إلى استحقاقي ومقدرتي؟ أم هي إنعام منه تعالى؟ ﴿وَمَنْ شَكَرَ﴾ الله ﴿فَإِنَّما يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ﴾ لأنه هو وحده المستفيد من الشكر ﴿وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ﴾ الله تعالى غنيّ عن شكر عباده.

﴿قالَ نَكِّرُوا لَها عَرْشَها نَنْظُرْ أَتَهْتَدِي أَمْ تَكُونُ مِنَ الَّذِينَ لا يَهْتَدُونَ﴾ (٤١)

٤١ - ﴿قالَ﴾ سليمان ﴿نَكِّرُوا لَها عَرْشَها﴾ اجعلوه بحيث لا تعرفه ﴿نَنْظُرْ أَتَهْتَدِي﴾ الهداية الروحانية إلى الاسلام ﴿أَمْ تَكُونُ مِنَ الَّذِينَ لا يَهْتَدُونَ﴾ تبقى متمسكة بمظاهر الدنيا.

﴿فَلَمّا جاءَتْ قِيلَ أَهكَذا عَرْشُكِ قالَتْ كَأَنَّهُ هُوَ وَأُوتِينَا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِها وَكُنّا مُسْلِمِينَ﴾ (٤٢)

٤٢ - ﴿فَلَمّا جاءَتْ﴾ وصلت ملكة سبأ إلى سليمان ﴿قِيلَ أَهكَذا عَرْشُكِ﴾ الذي كان في سبأ ﴿قالَتْ كَأَنَّهُ هُوَ﴾ لم تجزم بشأنه، كأنها استشعرت اختبارها، واختيارها بين الهداية الروحانية، والهداية المادية إلى عرشها السابق، وأدركت الفرق بين الحقيقة والظاهر ﴿وَأُوتِينَا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِها﴾ في الاسلام والتوحيد ﴿وَكُنّا مُسْلِمِينَ﴾ وهو قول سليمان.

﴿وَصَدَّها ما كانَتْ تَعْبُدُ مِنْ دُونِ اللهِ إِنَّها كانَتْ مِنْ قَوْمٍ كافِرِينَ﴾ (٤٣)

٤٣ - ﴿وَصَدَّها ما كانَتْ تَعْبُدُ مِنْ دُونِ اللهِ إِنَّها كانَتْ مِنْ قَوْمٍ كافِرِينَ﴾ لأنّ البيئة التي نشأت بها كانت على الكفر، فسارت هي على ما نشأت عليه من تقليد قومها، وكان من الصعوبة لها التنصل من ديانتهم، وهو ما يواجهه الكثيرون اليوم من صعوبة في ترك ديانة الآباء والأجداد، الذين على الكفر، لما يحتاجه ذلك من شجاعة أدبية كبيرة.

<<  <  ج: ص:  >  >>