للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

شاهدين مسلمين ﴿إِنْ أَنْتُمْ ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ﴾ كنتم على سفر ﴿فَأَصابَتْكُمْ مُصِيبَةُ الْمَوْتِ﴾ شارف أحدكم على الموت بالمرض أو غيره ﴿تَحْبِسُونَهُما مِنْ بَعْدِ الصَّلاةِ فَيُقْسِمانِ بِاللهِ إِنِ اِرْتَبْتُمْ﴾ إن كان لديكم شك في شهادة الشاهدين فتوقفوهما بعد الصلاة حتى يقسمان على صحة ما شهدا به ﴿لا نَشْتَرِي بِهِ ثَمَناً وَلَوْ كانَ ذا قُرْبى﴾ وهو فحوى قسم الشاهدين ومعناه: لا نشتري بيمين الله ثمنا دنيويا، ولو كان المستفيد من أقاربنا ﴿وَلا نَكْتُمُ شَهادَةَ اللهِ إِنّا إِذاً لَمِنَ الْآثِمِينَ﴾ وهو تتمة قسم الشاهدين، أي لا يكتمان الشهادة التي أمر الله أن تذكر على حقيقتها، فهما يشهدان على نفسيهما بالإثم إن قالا زورا، وهذه العبارة نظير قوله تعالى: ﴿وَلا تَكْتُمُوا الشَّهادَةَ وَمَنْ يَكْتُمْها فَإِنَّهُ آثِمٌ قَلْبُهُ﴾ [البقرة: ٢/ ٢٨٣].

﴿فَإِنْ عُثِرَ عَلى أَنَّهُمَا اِسْتَحَقّا إِثْماً فَآخَرانِ يَقُومانِ مَقامَهُما مِنَ الَّذِينَ اِسْتَحَقَّ عَلَيْهِمُ الْأَوْلَيانِ فَيُقْسِمانِ بِاللهِ لَشَهادَتُنا أَحَقُّ مِنْ شَهادَتِهِما وَمَا اِعْتَدَيْنا إِنّا إِذاً لَمِنَ الظّالِمِينَ﴾ (١٠٧)

١٠٧ - ﴿فَإِنْ عُثِرَ عَلى أَنَّهُمَا اِسْتَحَقّا إِثْماً﴾ لأنّ الإثم يترتب على شهادة الزور، فإن ظهر لدى أولياء الميت كذب الشاهدين بعد أن أقسما ﴿فَآخَرانِ يَقُومانِ مَقامَهُما﴾ بدلا ﴿مِنَ الَّذِينَ اِسْتَحَقَّ عَلَيْهِمُ الْأَوْلَيانِ﴾ الأوليان الشاهدان اللذان حلفا اليمين أولا، استحقّ عليهم الإثم فتردّ أيمانهم لأنهما استحقّا أموال المتوفّى ظلما، فيقوم مقامهما اثنان من أولياء الميت أو ورثته يقسمان بردّ يمين الشاهدين ﴿فَيُقْسِمانِ بِاللهِ لَشَهادَتُنا أَحَقُّ مِنْ شَهادَتِهِما﴾ وهو مضمون اليمين الثانية بأن يمين الشاهدين باطلة، وبأنهما كاذبان، وبأن الميت ما كان ليوصي بذلك، فيردّان بأيمانهما اليمين الأولى، ويشهدان على أنفسهما بعدم الظلم والتعدّي: ﴿وَمَا اِعْتَدَيْنا إِنّا إِذاً لَمِنَ الظّالِمِينَ﴾.

﴿ذلِكَ أَدْنى أَنْ يَأْتُوا بِالشَّهادَةِ عَلى وَجْهِها أَوْ يَخافُوا أَنْ تُرَدَّ أَيْمانٌ بَعْدَ أَيْمانِهِمْ وَاِتَّقُوا اللهَ وَاِسْمَعُوا وَاللهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفاسِقِينَ (١٠٨)﴾.

<<  <  ج: ص:  >  >>