للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

﴿وأن اليهود كانوا مكلفين بحمل رسالة التوحيد ففشلوا فيها بارتكاسهم المتكرر إلى الوثنية ممّا هو مسطّر في كتبهم قبل غيرهم: ﴿مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْراةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوها كَمَثَلِ الْحِمارِ يَحْمِلُ أَسْفاراً﴾ وبعصيانهم كبار أنبيائهم كموسى وعيسى : ﴿بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِ اللهِ وَاللهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظّالِمِينَ﴾ (٥) وظنّوا ويظنّون أنهم شعب الله المختار عصبية واستعلاء وتفضيلا على غيرهم من الأمم فقد قصر فهمهم وإدراكهم عن كون الرسالة عبئا ومسؤولية، وليست تمييزا لهم عن باقي البشر، انظر آية [البقرة ٩٠/ ٢].

وأن خوفهم من الموت يفضح زعمهم أنّهم شعب الله المختار: ﴿قُلْ يا أَيُّهَا الَّذِينَ هادُوا إِنْ زَعَمْتُمْ أَنَّكُمْ أَوْلِياءُ لِلّهِ مِنْ دُونِ النّاسِ فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ﴾ (٦)

خاصة بما ارتكبوا من مخازي ومعصية الرسل ما هو موثّق في كتبهم: ﴿وَلا يَتَمَنَّوْنَهُ أَبَداً بِما قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ وَاللهُ عَلِيمٌ بِالظّالِمِينَ﴾ (٧)

وأن تكالبهم على الدنيا وتعلقهم بها، على النقيض ممّا يأملون، قصير الأمد فلا يلبثوا أن يواجهوا حسابهم: ﴿قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلاقِيكُمْ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلى عالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ﴾ (٨)

وأنّ سبت اليهود قد نسخ بيوم الجمعة: ﴿يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا نُودِيَ لِلصَّلاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلى ذِكْرِ اللهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ﴾ (٩)

وأنّ النسخ اقتضى إبطال تشدّدهم في منع أي عمل حتى عمل الخير خلال العطلة الأسبوعية: ﴿فَإِذا قُضِيَتِ الصَّلاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَاِبْتَغُوا مِنْ فَضْلِ﴾

<<  <  ج: ص:  >  >>