للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ربّه بمعنى سيّده ومالك رقبته ﴿وَأَمَّا الْآخَرُ﴾ الخباز الذي رأى أنه يحمل فوق رأسه خبزا تأكل الطير منه ﴿فَيُصْلَبُ فَتَأْكُلُ الطَّيْرُ مِنْ رَأْسِهِ﴾ وهي الطيور الجارحة تأكل من لحم رأسه وهو مصلوب، وهذا التأويل قريب من رؤيا كل منهما، وهو من مكاشفات يوسف، ثم أضاف تأكيدا منه لهما وجوابا على ما قد يكون بدا منهما من الشك في فتواه هل هي ظنية أم قطعية: ﴿قُضِيَ الْأَمْرُ الَّذِي فِيهِ تَسْتَفْتِيانِ﴾ أي الأمر الذي أشكل عليكما وتستفتياني فيه قد قضي وبتّ فيه وانتهى حكمه، قال ذلك ليثقوا بأن تأويله من الوحي وليس من التنجيم، والاستفتاء في اللغة السؤال عن المجهول والمشكل، والفتوى جوابه سواء كان نبأ أم حكما، ثم غلب استخدام الفتوى في المسائل الشرعية،

﴿وَقالَ لِلَّذِي ظَنَّ أَنَّهُ ناجٍ مِنْهُمَا اُذْكُرْنِي عِنْدَ رَبِّكَ فَأَنْساهُ الشَّيْطانُ ذِكْرَ رَبِّهِ فَلَبِثَ فِي السِّجْنِ بِضْعَ سِنِينَ﴾ (٤٢)

٤٢ - ﴿وَقالَ﴾ يوسف ﴿لِلَّذِي ظَنَّ أَنَّهُ ناجٍ مِنْهُمَا﴾ وهو الذي يعصر خمرا أي ساقي العزيز، والظانّ هو يوسف، وقد يكون الظن بمعنى اليقين ﴿اُذْكُرْنِي عِنْدَ رَبِّكَ﴾ أي عند الملك، اذكر له خبري وأحوالي وما رأيت مني، فلعل الملك يعكس قرار العزيز بسجني ﴿فَأَنْساهُ الشَّيْطانُ ذِكْرَ رَبِّهِ﴾ أنسى الشيطان الساقي ذكر إخبار الملك بما طلب يوسف منه - بحذف المضاف - ﴿فَلَبِثَ﴾ يوسف ﴿فِي السِّجْنِ بِضْعَ سِنِينَ﴾ منسيّا مظلوما بنتيجة نسيان الساقي لوصية يوسف،

﴿وَقالَ الْمَلِكُ إِنِّي أَرى سَبْعَ بَقَراتٍ سِمانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجافٌ وَسَبْعَ سُنْبُلاتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يابِساتٍ يا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَفْتُونِي فِي رُءْيايَ إِنْ كُنْتُمْ لِلرُّءْيا تَعْبُرُونَ﴾ (٤٣)

٤٣ - لّما دنا فرج يوسف رأى ملك مصر رؤيا عجيبة هالته: ﴿وَقالَ الْمَلِكُ﴾ وهو أحد ملوك الهكسوس الستة الذين هيمنوا على شمال مصر خلال فترة (١٦٣٠ ق م - ١٥٢٠ ق م) راجع المقدمة ﴿إِنِّي أَرى﴾ في المنام، وعبّر عنها بالمضارع أي كأني أراها الآن ﴿سَبْعَ بَقَراتٍ سِمانٍ﴾ جمع سمين وسمينة ﴿يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجافٌ﴾ سبع بقرات في غاية الضعف والهزال تأكل البقرات

<<  <  ج: ص:  >  >>