للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تعالى والانقياد لهداية الوحي ولو اختلفت بعض التكاليف وأحكام التشريع التي نسخ بعضها بعضا، انظر [آل عمران ١٩/ ٣]، ﴿فَاخْتَلَفُوا﴾ طوائف وشيعا، وهو سبب ادّعائهم الشفعاء، وعبادتهم ما يضرهم ولا ينفعهم، انظر آية [البقرة ٢١٣/ ٢]، ﴿وَلَوْلا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ﴾ بإمهالهم إلى الآخرة، وعدم تعجيل العقوبة لهم في الدنيا، (الآية ١١)، إنعاما عليهم، لعلهم يتوبون ويعودون إلى الحق، ومن جهة ثانية تكريما لبني آدم أن يكون لهم حرية الفكر وحرية الخيار بين الحق والباطل، انظر [هود ١١٨/-١١٩]، ﴿لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ﴾ في الحياة الدنيا ﴿فِيما فِيهِ يَخْتَلِفُونَ﴾ بإهلاك المبطلين منهم وإظهار أهل الحق، أو بكشف حجب الغيب وانتهاء فترة الاختبار،

﴿وَيَقُولُونَ لَوْلا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَقُلْ إِنَّمَا الْغَيْبُ لِلّهِ فَانْتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُنْتَظِرِينَ﴾ (٢٠)

٢٠ - وهذه شبهة رابعة من شبهات الكفار، بعد إنكارهم النبوّة، وإنكارهم البعث والحساب، وزعمهم أن القرآن مفترى: ﴿وَيَقُولُونَ لَوْلا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِنْ رَبِّهِ﴾ يريدون معجزة مادية خارقة تلمسها أيديهم وتشهدها حواسهم برهانا على نبوته ، والمعنى أنهم لا يريدون إعمال عقولهم، ولا ينظرون في آيات الكون، ويجحدون أو لا يريدون تقويم الآيات القرآنية بذاتها ومن حيث جدارتها وإعجازها ﴿فَقُلْ﴾ لهم أيها النبي ﴿إِنَّمَا الْغَيْبُ لِلّهِ﴾ هو وحده المختص بعلم الغيب، والصارف عن إنزال الآيات المقترحة لحكمة هو يعلمها، كما في آيتي [الأنعام ١٠٩/ ٦ - ١١٠]، ﴿فَانْتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُنْتَظِرِينَ﴾ انتظروا عواقب عملكم وسلوككم، وأنا انتظر ظهور رسالة الإسلام على سائر الأديان.

﴿وَإِذا أَذَقْنَا النّاسَ رَحْمَةً مِنْ بَعْدِ ضَرّاءَ مَسَّتْهُمْ إِذا لَهُمْ مَكْرٌ فِي آياتِنا قُلِ اللهُ أَسْرَعُ مَكْراً إِنَّ رُسُلَنا يَكْتُبُونَ ما تَمْكُرُونَ﴾ (٢١)

٢١ - ﴿وَإِذا أَذَقْنَا النّاسَ رَحْمَةً﴾ كالصحة والسعادة، والمقصود بالناس الأنواع المشار إليهم بالآيات (٢٠، ١٨، ١٥، ١٢، ١١، ٧) ﴿مِنْ بَعْدِ ضَرّاءَ﴾

<<  <  ج: ص:  >  >>