للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

١١٤ - قل لهم أيها النبي، أو أيها القارئ، أو أيها السامع: ﴿أَفَغَيْرَ اللهِ أَبْتَغِي حَكَماً﴾ إن كنتم مكابرين ومصدّقين لزخرف القول وراضين به، فالله تعالى يحكم بيني وبينكم ﴿وَهُوَ الَّذِي أَنْزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتابَ مُفَصَّلاً﴾ فصّل كل الحجج والبراهين العقلية والعلمية، وفصّل الحق من الباطل، وفصّل الأحكام الشرعية ﴿وَالَّذِينَ آتَيْناهُمُ﴾ فهم ﴿الْكِتابَ يَعْلَمُونَ أَنَّهُ﴾ أي القرآن ﴿مُنَزَّلٌ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ﴾ وهو برهان آخر على صدق نبوته ﴿فَلا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ﴾ لا تكوننّ أيها السامع، أو القارئ، أو من بلغته هذه الرسالة، من الشاكّين.

﴿وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقاً وَعَدْلاً لا مُبَدِّلَ لِكَلِماتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ﴾ (١١٥)

١١٥ - ﴿وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ﴾ بتنزّل القرآن على خاتم الأنبياء والرسل، الذي أتمّ به الوحي الذي نزل على الأنبياء من قبل، فالكلمة بمعنى الوحي، فيكون إتمام الكلمة هو ختم الوحي، والكلمة أيضا بمعنى القضاء، أي تم قضاؤه تعالى منذ الأزل بما قضى وقدّر، وهي أيضا بمعنى الوعد، وإتمامها تحقيق الوعد المذكور في كتب اليهود والنصارى ﴿صِدْقاً﴾ تصديقا لوعده في التوراة والإنجيل ببعث النبي محمد ﴿وَعَدْلاً﴾ لأن القرآن يبشر المؤمنين، وينذر الكافرين، بتحقيق العدالة إن في الدنيا أو في الآخرة ﴿لا مُبَدِّلَ لِكَلِماتِهِ﴾ مطابقة لما سبق علمه، ولا بدّ من تحقق وعده، والمعنى أيضا أن القرآن محفوظ من كل تحريف وتبديل ﴿وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ﴾ الجدير بالعبادة لكونه يسمع دعاءكم ويعلم حالكم.

﴿وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللهِ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلاّ يَخْرُصُونَ﴾ (١١٦)

١١٦ - ﴿وَإِنْ تُطِعْ﴾ أيها المؤمن، أو أيها السامع، أو القارئ ﴿أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللهِ﴾ لأن أكثرية الناس في غالب الأحوال يتبعون

<<  <  ج: ص:  >  >>