للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

﴿وفي حين أنهم يرون إنبات الزرع شيئا بديهيا مفروغا منه وأنه حق طبيعي لهم، لكنه في الحقيقة إعجاز لو منعه تعالى منهم لندبوا حظهم: ﴿لَوْ نَشاءُ لَجَعَلْناهُ حُطاماً فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ * إِنّا لَمُغْرَمُونَ * بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ﴾ (٦٥ - ٦٧)

وكذا معجزة نزول المطر العذب من السماء: ﴿أَفَرَأَيْتُمُ الْماءَ الَّذِي تَشْرَبُونَ * أَأَنْتُمْ أَنْزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنْزِلُونَ﴾ (٦٨ - ٦٩)

فلو شاء تعالى لجعله ماء شديد الملوحة: ﴿لَوْ نَشاءُ جَعَلْناهُ أُجاجاً فَلَوْلا تَشْكُرُونَ﴾ (٧٠) وهنا أيضا يغفلون عن الإعجاز في دورة الماء في الطبيعة وتبخر المياه العذبة من البحار المالحة.

ومعجزة النار - الوقود - المتجدد الذي لولاه لكانت حياة الإنسان مستحيلة:

﴿أَفَرَأَيْتُمُ النّارَ الَّتِي تُورُونَ * أَأَنْتُمْ أَنْشَأْتُمْ شَجَرَتَها أَمْ نَحْنُ الْمُنْشِؤُنَ﴾ (٧١ - ٧٢) فهذه الأشجار التي يحرقون منها حطبا، وتتحول على مر الزمن إلى أشكال أخرة من الطاقة كالنفط.

وأنّ النار أو الطاقة على الأرض بجميع أشكالها والتي هي مصدر النور ليلا ذكرى بنور الله ﷿ وهديه لمن كان حائرا تائها يبحث عن نور الهدى:

﴿نَحْنُ جَعَلْناها تَذْكِرَةً وَمَتاعاً لِلْمُقْوِينَ﴾ (٧٣)

فكل هذه المعجزات ممّا يوجب التسبيح بحمده تعالى: ﴿فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ﴾ (٧٤)

ثم تضيف السورة معجزة كبرى تضاهي كل ما سبق ألا وهي معجزة نزول القرآن منجّما - مفرّقا - على مدى ثلاثة وعشرين عاما من بعثة النبي : ﴿فَلا أُقْسِمُ بِمَواقِعِ النُّجُومِ * وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ * إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ * فِي كِتابٍ مَكْنُونٍ﴾ (٧٥ - ٧٨)

<<  <  ج: ص:  >  >>