٨٧ - ﴿رَضُوا بِأَنْ يَكُونُوا مَعَ الْخَوالِفِ﴾ مع المتخلفين بأعذار فاسدة، أو مع النساء والأولاد ﴿وَطُبِعَ عَلى قُلُوبِهِمْ﴾ الطبع والختم على القلوب بمعنى أنها لا تتقبل شيئا من العلم الجديد، أو الفهم الصحيح، وتصر على ما استقر فيها من المفاهيم المتوارثة بالتقليد، المنحازة والمغلوطة، ﴿فَهُمْ لا يَفْقَهُونَ﴾ أي فلهذا السبب، لكونهم طبع على قلوبهم، لا يفقهون القرآن ولا يتدبرون معانيه.
٨٨ - يلاحظ أن الآيتين (٧١ - ٧٢) وصفت سلوك المؤمنين وحسن المآل الذي ينتظرهم، بالمقابلة مع سلوك المنافقين وما ينتظرهم من سوء العاقبة، ثم في هذه الآية والتي تليها بيان للموقف العملي للرسول ﷺ والمؤمنين معه وما ينتظرهم من حسن الختام:
﴿لكِنِ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ جاهَدُوا بِأَمْوالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ﴾ المعنى أنه إن تخلّف المنافقون عن الغزو فقد توجه إليه من هو خير منهم، فكان الأجدر بالمنافقين أن يكون الرسول والمؤمنون قدوة لهم ﴿وَأُولئِكَ﴾ المجاهدون بأموالهم وأنفسهم ﴿لَهُمُ الْخَيْراتُ﴾ في الدنيا والآخرة ﴿وَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾ الفائزون الناجون من العقاب.