للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إبراهيم، وتدحض ادعاءهم أنهم الشعب المختار تفضيلا على غيرهم من الناس، وهي أيضا إيضاح أن المشركين من ذرية إسماعيل لا حق لهم بالإمامة أيضا.

﴿وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثابَةً لِلنّاسِ وَأَمْناً وَاِتَّخِذُوا مِنْ مَقامِ إِبْراهِيمَ مُصَلًّى وَعَهِدْنا إِلى إِبْراهِيمَ وَإِسْماعِيلَ أَنْ طَهِّرا بَيْتِيَ لِلطّائِفِينَ وَالْعاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ﴾ (١٢٥)

١٢٥ - ﴿وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ﴾ الذي بناه إبراهيم وإسماعيل ﴿مَثابَةً لِلنّاسِ﴾ أي مقصدا يرجعون إليه ﴿وَأَمْناً﴾ أمانا وملاذا، لأن الحكمة والخطة الإلهية اقتضت انتقال عبء الرسالة من بني إسرائيل إلى بني إسماعيل ﴿وَاِتَّخِذُوا مِنْ مَقامِ إِبْراهِيمَ مُصَلًّى﴾ مقام إبراهيم هو المكان الذي صلّى فيه إبراهيم، وقيل إنه الحرم بكامله أو مواقف الحج كلّها ﴿وَعَهِدْنا إِلى إِبْراهِيمَ وَإِسْماعِيلَ أَنْ طَهِّرا بَيْتِيَ﴾ من الشرك والوثنية ﴿لِلطّائِفِينَ وَالْعاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ﴾ الطواف حول الكعبة ومغزاه تذكير المؤمنين أن كل أعمال الإنسان ومساعيه يجب أن تتمحور حول الله ووحدانيته.

أما البيت فيطلق على البيت الحرام أو البيت العتيق أو المسجد الحرام الذي بناه إبراهيم وإسماعيل وقد ارتبط اسمه عند العرب بإبراهيم حتى قبل البعثة الاسلامية.

﴿وَإِذْ قالَ إِبْراهِيمُ رَبِّ اِجْعَلْ هذا بَلَداً آمِناً وَاُرْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَراتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُمْ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ قالَ وَمَنْ كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلاً ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلى عَذابِ النّارِ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ﴾ (١٢٦)

١٢٦ - ﴿وَإِذْ قالَ إِبْراهِيمُ رَبِّ اِجْعَلْ هذا بَلَداً آمِناً﴾ محفوظا من الأعداء الذين يقصدونه بسوء ﴿وَاُرْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَراتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُمْ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ﴾ خصّ إبراهيم دعاءه بالمؤمنين فقط ﴿قالَ وَمَنْ كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلاً﴾ أجابه تعالى إنّ النعم الدنيوية تعمّ المؤمن والكافر معا في الحياة الدنيا، وسمّى المتاع قليلا لكونه محدود الأجل في جنب الآخرة، ونظيره قوله تعالى ﴿وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ﴾

<<  <  ج: ص:  >  >>