١٦ - ﴿إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ﴾ أيها الناس ﴿وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ﴾ لا تعرفونهم، ليسوا على صفتكم من الجحود والشرك، هذا في المعنى العام، وفي المعنى الخاص: إن يشأ يذهبكم أيها العرب، أو أيها المسلمون، ويأت بخلق جديد أقدر منكم على حمل رسالة الإسلام.
﴿وَما ذلِكَ عَلَى اللهِ بِعَزِيزٍ﴾ (١٧)
١٧ - ﴿وَما ذلِكَ عَلَى اللهِ بِعَزِيزٍ﴾ ليس صعبا، إنّما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون، [يس ٨٢/ ٣٦].
١٨ - استمرار الخطاب من الآية (٨)﴾: ﴿وَلا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرى﴾ كل إنسان يتحمّل مسؤولية أعماله، فلا تحمل نفس إثم نفس أخرى، بل تحمل كل نفس وزرها ﴿وَإِنْ تَدْعُ مُثْقَلَةٌ إِلى حِمْلِها﴾ نفس مثقلة بالأوزار، أي بالذنوب، تدعو الآخرين للمشاركة في حمل ذنوبها ﴿لا يُحْمَلْ مِنْهُ شَيْءٌ﴾ فيستحيل، وليس من العدالة في شيء، نقل عبء الذنوب من نفس إلى أخرى ﴿وَلَوْ كانَ ذا قُرْبى﴾ ولو كان المدعو إلى المشاركة في حمل الذنوب من الأقرباء، وهذه الآية بالمناسبة تنفي العقيدة المسيحية القائلة بافتداء الناس من خطاياهم بالنيابة،