للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

جاءك وهو القرآن ﴿وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ﴾ من المعاندين والمقلدين والمكابرين والزعماء ﴿فَأُولئِكَ هُمُ الْخاسِرُونَ﴾ خسروا أنفسهم في الدنيا والآخرة.

﴿يا بَنِي إِسْرائِيلَ اُذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعالَمِينَ﴾ (١٢٢)

١٢٢ - بعد أن بيّن تعالى الحجج الدامغة على بني إسرائيل، دعاهم إلى ترك الغرور الذي يمنع الإيمان فقال عزّ شأنه: ﴿يا بَنِي إِسْرائِيلَ اُذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعالَمِينَ﴾ تفضيله تعالى لهم بأن بعث منهم الرسل والأنبياء، وصار هذا التفضيل حجّة عليهم لكثرة ما رفضوا الرسل والأنبياء وقتلوا منهم، وقد سبق تذكيرهم بنعمته عليهم بالآية (٤٧)، ثم بعد أن أقام الحجج عليهم تكرر هنا تمهيدا لما سوف يرد من انتقال الرسالة إلى غيرهم، وفي هذا المجال نسرد الخلفية التالية:

(١) كان إبراهيم، بعد نوح، ، النبي المبعوث لنشر رسالة الإسلام العالمية، وقد تجوّل إبراهيم لهذا الغرض لعدة سنوات من العراق إلى مصر ومن سورية وفلسطين إلى أجزاء من الجزيرة العربية داعيا الناس إلى الله، وقد أرسل ابن أخيه لوطا إلى شرق الاردن وابنه إسحاق إلى سورية وفلسطين وابنه الأكبر إسماعيل إلى الجزيرة العربية حيث بنى في مكّة الكعبة المشرّفة التي أصبحت فيما بعد قبلة المؤمنين.

(٢)﴾ تفرعت ذرية إبراهيم إلى فرعين، أحدهما ذرية إسماعيل ممّن قطنوا الجزيرة العربية ومنهم قريش وبقية القبائل العربية بما فيها تلك القبائل التي لم تنحدر بالضرورة من ذريته، ولكنها اعتنقت دعوته وتعاليمه الدينية، والثانية ذرية إسحاق ومنهم نشأ أنبياء عديدون مثل يعقوب ويوسف وموسى وداوود وسليمان ويحيى وعيسى ، وكان يعقوب ابن إسحاق ابن إبراهيم يلقب إسرائيل فعرفت ذريته ببني إسرائيل وقد تبعهم أقوام آخرون لم يكونوا بالضرورة من ذرية إسرائيل، ولكن ممّن قبلوا دعوتهم الدينية.

<<  <  ج: ص:  >  >>